الزخم الإعلامي الهائل حول مدينة كوبالي وداعش والذي يتدفّق على مدار الساعة , يكاد يُظهر هذه الأزمة وكأنها تهدد الأمن والسلم العالمي .!! , و ” كوبالي ” هذه ودونما تقليلٍ من اهمية المعارك الدائرة فيها , فهي اولاً مدينةٌ صغيرة , اصغر من القضاء واكبر من الناحية .! وتقع بالطبع على الحدود السورية – التركية ومعظم سكّانها من الأكراد السوريين , وإذ تدور المعارك هناك مع مقاتلي داعش وبكل عنف , فأنّ جوهر المشكلة يتمحور حول تركيا والأكراد الترك يالأساس لتعاطفهم العرقي مع الكرد السوريين والذي سببّ ازمة للحكومة التركية مع اكرادها بسبب رفضها مشاركتهم للدفاع عن ” كوبالي ” السورية , وتردد تركيا في إدخال قواتها في المعركة , ولكن لماذا هذا التهويل الإعلامي غير المبرّر .؟ فداعش لا تشكّل خطرا على سيادة تركيا ولا يمكن ان تدخل اراضيها ولا ينقصها تعدد جبهاتها في العراق وسوريا أمام القصف الجوي لها من قِبل التحالف الدولي . وهذا الإنهماك المكثّف في التغطية الأعلامية يبدو وكأنه قنبلة دخانية للحؤول دون تمعّن الرأي العام في النظر الى خلفية وأبعاد عموم الأزمة مع داعش وخصوصا في العراق , ولإبعاد الشبهات عن القوى الغربية التي أسّست وموّلت داعش , وهذا ما يدعونا ويعيدنا الى التأمّل الطويل في كيفية دخول داعش واحتلالها للموصل ” التي يقطنها نحو مليوني نسمه ” وبكلّ هدوء وانتقالها لأحتلال محافظة صلاح الدين ومناطق شاسعة اخرى في شرق وغرب العراق دونما ردودِ فعلٍ سياسية دولية بأستثناء ” الإعلام ” الذي انتجَ صورةً ذهنية لدى المتلقي بأنّ معاهدة سايكس بيكو ” في مطلع القرن العشرين ” قد انتهى مفعولها .! وانّ على المنطقة ان تستقبل خارطةً جديدة لمْ تتحدد معظم معالمها النهائية لغاية الآن , لكنها قائمة على قدمٍ وساق .! وذلك ايضا ما ارغم الأدارة الأمريكية للتدخل في < الوقت الضائع " والذي أختيرَ بعنايةٍ فائقه للشروعِ بارسال طائرتي استطلاعٍ بدون طيار في بداية الأزمة , وثم تطوير الأمر بتشكيل تحالفٍ دوليٍٍ ورمزيّ لقصفِ داعش جواً بعددٍ متواضع " اكثر من اللازم" بالطائرات . . إذن ما يتّضح وماذا يمكن استنتاجه من الموقف الأمريكي المزدوج او المتعدد الصور في هذه الأزدواجيةِ من تحرّكات داعش – المتعددة الجَبَهات في العراق طوال الشهور الماضية , وموقفهم " الأمريكان " المدوّي حول – كوبالي – التي يقطنها بضعة آلافِ نسمه وتعادلُ اصغر الأحياء السكنيّة في الموصل .!؟ , ونقولُ – فيما نقول – هل أنَّ تنظيم داعش بحاجةٍ الى فتح جبهةٍ جديدةٍ في كوبالي وهو يتقدّم في مدنِ " حديثة و هيت و الرمادي و الفلوجة ووصل الى ابي غريب " فضلاً عن معاركه مع القوات العراقية في " صلاح الدين و اطراف سامراء وديالى " وتحت القصف الجوي للتحالف الدولي الذي لا يتجاوز عدد طائراته العشر مقاتلاتٍ ونيف .! وثمَ : ماذا عن موقف الجامعة العربية مّما يجري .؟ وكأنها لا تدري .! ولا تزال حكومة حيدر العبادي حيرى ممّا يجري وربما من حقّها ان تغدو حيرى أمام تباينِ مواقف الأحزاب الدينية التي تحكم العراق , ثمّ ايضاً : هل من حاجةٍ الى قرائنٍ ودلائلٍ اخريات عن العلاقةِ الجدليةٍ بين داعش واجهزة المخابرات الامريكية وكذلك البريطانية الأكثر دهاءً .!؟