18 ديسمبر، 2024 9:07 م

كواليس إشاعة ضربات إيران للكيان مسرحية!

كواليس إشاعة ضربات إيران للكيان مسرحية!

الحرب عند وقوعها يشوبها كثير من التشابك، والتضارب في الاخبار والآراء يغلبها المضللة، والنتيجة تعود لصراع أدوات الإعلام في المعركة.
   المعارك الكبرى تنخفض فيها مصداقية الخبر، وتختفي فيها نتائج خسارة الغريم، وخاصة إذا كان الخصم فاقداً لشرف الخصومة، قذراً مفسداً متوحشاً بغرائز الشيطان، يتخذ الأرض المحروقة من مجازر الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وإهلاك البيئة سلاح له، مع حكم قبضته الكاملة على منافذ ومفاتيح النقل والبث المجازي والفضائي، مع شبكات الانترنت في العالم، حيث ترتفع وسائل التلفيق والكذب والشيطنة بين يديه، كسلاح رديف لإكمال عوامل الإفساد من تدليس وتلفيق.
   الإعلام المعاصر أصبح غالبه من أدوات الفتنة والافتراء، التي تدعو لضرب الناس بعضها ببعض، او بهدف غلبة جمهور على آخر، وهذه الدوافع بسببها يصبح الواجب على النخب التصدي، بكشف هذه الغيوم المتلبدة برعدها، من خلال تشريح الخبر وغايته ومن ورائه, حيث أن فضحه ينقذ مساحات من المستهدفين بالخداع، ببث إشاعات أن إيران باعت لبنان وفلسطين! وما يحدث بين إيران والكيان مسرحية! هو أكبر موجة تزييف يعيشها المجتمع المسلم الآن.
   إذن نحن ملزمون بالبحث عن مصدر هذه الإشاعة، ومن المستفيد منها ومن المستهدف فيها، ومن يروج لها في المجتمع، لنتمكن من فضح الكاذب، والآن لنذهب لمحل شاهد بحثنا: الهجوم الإيراني على إسرائيل مسرحية! وايران باعت نصر الله! وتخلت عن غزة مقابل تسديد بعض الديون!
 الغايات:
1- تسخيف الحدث وتسفيهه في أعين المجتمع، ليكون أمرا عاديا يمر مرور الكرام، وبالتالي يكون سببا بهبوط المعنويات بدل رفعها ودفعها تجاه العدو.
2- فقدان مصداقية الجمهور بإعلامه المقاوم وحصول العكس، والهرع لما يروج له إعلام العدو، وفي النهاية يصبح المتلقي مصدره العدو، يلقيه ما يشتهي ويكون أداة من حيث لا يشعر، مع تجهيزه وتهيئته لحدث أكبر، يزعجون به ساحة الشيعة.
3- الغاية الثالثة وهي الأهم؛ من خلال ضخ هكذا كم هائل من الأخبار، هو للضغط على الشيعة لإدخالهم في مصيدة الكيان، أي معركة مفتوحة يحركها العدو حسب ما يريد، وهو حلم العدو وهيهات أن تخدع وتسقط الجمهورية الاسلامية بشراكه، حيث ان هذه الخطوة، هي إنقاذ للكيان من خلال اعتبار الحرب دولية، تسمح بإدانة مجلس الأمن للجمهورية الإسلامية، مع إدخال حلف الناتو وأمريكا والخليج، بحرب صريحة مفتوحة لتدمير المكون الشيعي، في العراق وايران ولبنان وسوريا واليمن.
4- عدم دخول الجمهورية الإسلامية، بصورة صريحة في لبنان وفلسطين يكسب المعركة الوطنية، ويجعل الشأن داخليا، يضفي للمقاومة فيها مشروعية القتال من أجل البلد، وليس من أجل دولة أخرى، كما يدعي إعلام الأعراب، أن الشعب اللبناني والفلسطيني يقاتل نيابة عن إيران.
  إذن المستفيد هو مصدر الإشاعة “الكيان الصهيوني” ويروجها إعلامه بالعربي، مثل قناة الجزيرة والعربية والشرقية وباقي اخواتهن، والمستهدف هو الجمهور الشيعي، وبهذا تسقط قوة الاكذوبة وينفذ مدى تـأثيرها بمساحة محور المقاومة.