الكوارث نوعان: طبيعية وبشرية . وغني عن الذكر الطبيعية منها مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات الخ والبشرية مثل الحروب وما يحدث في المنشاءات النووية نتيجة الاهمال كما حدث في منشاءة تشرنوبل في الاتحاد السوفيتي سابقا.
ومن الكوارث البشرية اختلال التوازن البيئي( Ecological Imbalance) وكذلك تنويع المأكل الترفي والكمالي وهذه كلها من الامور التي تستدعي الطرح والمناقشة على عدة اصعدة كونها كوارث من صنع الانسان. وتعتبر البيئة من المفاهيم الشاملة والتي تعني من بين ما تعنيه انها الحاضنة الرئيسة لكل انواع الحياة ومتعلقاتها من مناخ ومياه الى غير ذلك. والاختلال هو زيادة نسبية في مكون او مكونات على حساب مكونات اخرى والتنويع والتجريب في الاستهلاك الغذائي هو الخوض في ميادين غير مأمونة مؤدية في النتيجة النهائية الى اثار جانبية سلبية قد تكون حادة ومهلكة.
ولنكتفي هنا بمثال واحد وهو حملة ابادة الكائنات الحية الاربعة التي اطلقتها الصين في النصف الثاني من القرن العشرين وذلك لمنع انتشار الامراض و لسد النقص في الانتاج الزراعي. الحملة التي تستند على ابادة العصافير
( Sparrows) والفئران و البعوض والبراغيث . حيث بدأ الناس بقتل العصافير وتحطيم اعشاشها وتكسير بيضها وقتل فراخها وذلك لان المسؤولين كانوا يعتقدون خطأ اتها كانت تقتات كليا على الحبوب مما يؤدي الى التأثير سلبا على قوت الشعب الصيني. ولكن بمرور الزمن تبين علميا انها كانت تقتات اكثر على الحشرات وليس على الحبوب. فابادتها ادت الى ظهور اعداد هائلة من الجراد الذي كان يتلف المزروعات. مما اضطر المسؤولون الى ايقاف ابادة العصافير وابدالها بابادة البق او البعوض. حيث تيقن المسؤولون ان ابادة العصافير احد الاسباب الرئيسة في وقوع المجاعة الكبرى في الصين.
وكانت حملة ابادة هذه الاحياء التي تشترك مع الانسان في هذه البيئة نفسها هي جزء من الاجراءات التي اتخذتها الصين في تحقيق ما يعرف بالقفزة الكبرى الى الامام( The Great Leap Forward) والتي حدثت في الفترة ما بين ( 1958-1962)
اما الغاية من قتل وابادة الفئران والبراغيث فكانت لتخليص الشعب الصين من وباء الطاعون الدبلي (Pestilence ) الذي انتشر في الصين عن طريق نقل الدم بعد امتصاصه من الفئران المصابة بداء الطاعون الى الانسان بواسطة البراغيث
وقد رافق حملة الابادة هذه فترات من الفيضانات والجفاف (Floods and Droughts ) في مختلف اقاليم الصين مما ادى بالطبع الى تردي الوضع وحدوث المجاعات في اكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان.
هذا المثال دليل ساطع على ان اي اختلال في توازن مكونات ومتعلقات البيئة ومحاولة تغييرها لصالح مكون ما يؤدي الى نتائج معاكسة ولا تحقق المراد للمكون الذي حاول او يحاول التغيير لصالحه. بطبيعة الحال هذه المكونات مختلفة التأثير والانسان هو المخلوق الوحيد الذي يمارس اعلى واكبر تأثير على بقية مكونات البيئة بما منحه الله من عقل وتفكير ودراية.
خلاصة القول انه لنا في التاريخ عبر. حيث حاول الصينيون في هذه الالفية –الالفية الثالثة- ليس فقط التلاعب بمكونات البيئة ولكن تغيير مكونات المائدة اليومية واقدموا على تناول مادة غذائية جديدة من لحوم بعض اللبائن غير معتاديين عليها وهي لحوم الخفاش او الوطواطوهو من الوحيد من اللبائن الطائرة ( The Only Flying Mammals) .كما انه من المعروف ان لكل نوع من انواع الكائنات الحية له امراضه وقد تكون بعض هذه الامراض من الامراض العضال ( Incurable Diseases) او الامراض التي نهايتها الهلاك ( Terminal Diseases) او امراض خطرة وسريعة الانتقال Communicable Diseases)) وتسبب اوبئة على نطاق الكرة الارضية كما هو الحال مع وباء الكورونا. والاقدام على اضافة مادة غريبة الى مائدة الاكل ادى الى هذا الاختلال الغذائي وهو امر لم يكن بالحسبان.