22 نوفمبر، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

كهرباء من خارج الحدود!!

كهرباء من خارج الحدود!!

مؤخراً، تأكدت معلومات عن اتفاق وزارة الكهرباء مع الجانب الإيراني يهدف إلى تأمين إمدادات الكهرباء إلى العراق من محطات توليد تنصب داخل الأراضي الإيرانية تخصص لتغذية المنظومة الكهربائية العراقية حصراً ولمدة خمس سنوات، حسب طلب الوزارة العراقية.
يعد هذا الاتفاق من أفضل الحلول العملية الذي تلجأ إليه البلدان التي تفتقر إلى العوامل الاساس في بناء قطاع انتاج الطاقة الكهربائية وتطويره نتيجةً لعجزها عن توفير مستلزمات هذا البناء المتصل بضرورات الحياة الحديثة ومتطلبات التنمية المختلفة، فهل العراق (المحرر ) منذ سنة الاحتلال البغيض ٢٠٠٣ قد فقد مقومات وشروط إنشاء منظومات وطنية لإنتاج الكهرباء؟ مما حدا بالمعنيين بتوفير التيار الكهربائي للمواطن العراقي إلى الاتجاه صوب هذا المشروع اللاوطني والذي يعبر عن مستوى مؤسف من مظاهر الذل والتبعية للغير كما يعدّ إهانة كبيرة للملاكات الوطنية المعروفة بقدراتها الفائقة في تنفيذ المشاريع الكبيرة الناجحة داخل الوطن، بل تعدى ذلك إلى خارجه حيث تشهد قيادات العديد من الدول بذلك وتشيد بقدرات العراقيين في البناء ودورهم المؤثر في تطوير البنى التحتية في بلدانهم.
مما لا شك فيه فان الإمكانات المتوافرة في العراق باستطاعتها إنجاز الكثير من المشاريع الاستراتيجية إذا ما توفرت الإرادة الوطنية المستقلة، فالعراق يعدّ من البلدان الغنية، على وفق المقاييس العالمية، لما يمتلكه من ثروات طبيعية هائلة وفي مقدمتها النفط (إنتاجًا واحتياطاً) وله القدرة على توظيف جزء من عائدات تصدير نفطه لتمويل مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية، كما يزخر العراق بمصادر الوقود لتشغيلها وبقدرات عالية، فهل يفتقد إلى مساحات تخصص لإنشاء مثل هذه المشاريع لكي يستعين بأراضي دولة مجاورة له لينشئ عليها محطات الكهرباء لصالحه؟ وهل يعاني العراق من شحة في الأيدي العاملة لتنفيذ هذه المشاريع على أراضيه؟ وهل وهل؟
إن هذا الاتفاق المقزز إذا ما تم الاستمرار بتنفيذه سيعد انتهاكًا سافرًا لحرمة المال العراقي وتبديده لصالح الغير بوسيلة غير مشروعة جرت تغطيتها بخبث متعمد لإضفاء الشرعية عليها واستهزاء ً بقدرات العراقيين، وفي مقدمتهم فيلق الخبراء والمهندسين والفنيين العراقيين الذين شهدت لهم ساحات البناء وإعادة الإعمار بإنجازات مبهرة.
أخيراً، لابد من التذكير بما قاله المفكر المصري مصطفى كامل (إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء) فهل سوف يتجسد ذلك في بلدنا لا سمح الله؟
* مهندس استشاري – رئيس هيئة الكهرباء الأسبق

أحدث المقالات