المنظومات الكهربائية الضعيفة تصيبها اخفاقات مختلفة في إمكانية تجهيز تيار كهربائي مستمر ومستقر للمواطنين ، ويكون ذلك بالتزامن مع تعرضها لزيادة الأحمال المفاجئة نتيجة لتصاعد الطلب شبه المفاجئ على الطاقة الكهربائية، وغالباً ما يكون خارج تحمل معدات هذه المنظومة بالإضافة إلى حالات تعرض الشبكة لتوقفات مفاجئة غير محسوبة لأحد مكوناتها ، ويكون ذلك على مستوى التوليد أو التحويل والنقل أو أجزاء من شبكات التوزيع.
وضع المختصون حلولًا سريعة لمعالجة هذه الإخفاقات وبزمن استثنائي على وفق إجراءات فنية مبتكرة وقد جربت الكثير من هذه الحلول في معالجة الاختناقات على مستوى المنظومة الوطنية، وهي إجراءات وقتية غير دائمة على المعنيين في قطاع الكهرباء تعويضها بحلول دائمية ذات وثوق عالي.
تالياً فإن بعض المقترحات، التي أرى من الحكمة أن يؤخذ بها بغية المساهمة في علاج أزمة تجهيز التيار الكهربائي وخصوصًا في مدن المنطقة الجنوبية من العراق ذات الكثافة السكانية العالية:
– المباشرة الفورية بنقل وتنصيب مكائن الديزل ذات السعات بين (٥٠٠-١٠٠٠) كي.في.اي من مختلف المواقع التابعة للمرافق الحكومية مع تأمين الوقود اللازم لها وربطها على مجمعات القدرة في محطات التوزيع (ان مثل هذا الإجراء قد نفذ في بداية العام ٢٠٠١ في بغداد وعديد من المحافظات حيث تم تنصيب عديد كبير من وحدات الديزل في مواقع عديدة تحسباً لحالات الطوارئ، وعلى سبيل المثال، ما تم تنصيبه وتشغيله في الجامعة التكنولوجية ومتنزه الزوراء، وكذلك ما تم ربطه وتشغيله في المطاحن والسايلوات من قبل وزارة التجارة)
– تزويد شبكات المنطقة الجنوبية بعديد مناسب من محطات التحويل المتنقلة، من خلال المناورة بمواقع هذه المتنقلات والعاملة في المنظومة الكهربائية على وفق أسس دراسة تعدها، سريعًا، الدوائر المختصة في وزارة الكهرباء.
– الاتصال بالدول المجاورة وطلب العون منها وبصفة عاجلة لتزويد المنظومة الكهربائية بما يمكن من محولات التوزيع الكهربائية على ان تجري التسوية المالية لاحقاً.
– دعم القوة الفنية العاملة في دوائر كهرباء الجنوب ورفدها بفرق متخصصة من العاملين في كهرباء المنطقتين الشمالية والوسطى.
– تشكيل غرفة عمليات تمنح صلاحيات واسعة للإشراف على تنفيذ هذه المقترحات ومتابعتها.
ان الحالة الاستثنائية، الآن، تستدعي إجراءات عاجلة خارج السياقات الروتينية على وفق منظور وطني وانساني تقع مسؤولية إنجاحها على جميع الأطراف، مع البدء بوضع خطة مستقبلية شاملة تتضمن تنفيذ إجراءات دائمية لتحل محل الإجراءات الوقتية.
