23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

كن مثلهم ولا تعش بينهم!!

كن مثلهم ولا تعش بينهم!!

يهاجرون إليهم ولا يستطيعون صناعة حياة أفضل منهم في مواطنهم , تلك أحوال المجتمعات الناقمة على ذاتها وموضوعها والكارهة لبلادها , والمعبرة عن إرادة الطامعين فيها.

البشرية أمضت مسيرتها في الحروب والصراعات التي تغنم بواسطتها الأجراء , على أنهم أسرى فتسخرهم للبناء والزراعة والخدمات الأخرى , وما حصل في الدنيا من شواهد عمرانية ومنتوجات زراعية كان بسبب هذه التفاعلات القاضية بصناعة حالة على حساب تدمير أخرى غيرها.

ويبدو أن الفكرة ذاتها لا تزال فاعلة في الحياة ولكن بأساليب معاصرة , فلكي تستجلب الناس إلى ديارك وتنمي ثروتك البشرية , عليك أن تجعل الحياة في ديارهم جحيما وفي بلادك جنة ونعيما , مما يتسبب بتمنمية السأم عندهم والتغني بالهجرة إليك.

وهذا ما يحصل في الواقع اليوم , حيث تحولت الحياة في العديد من البلدان الحصارية إلى مآسي وويلات متفاقمة , فصارت الهجرة حلم المواطنين وديدنهم الأمين , فتجد موجات النزوح المليونية من شرق الأرض إلى غربها تتنامى , وتفتح لهم الأبواب وتقدم التسهيلات , لأنهم ثروة بشرية مطلوبة لسلامة الإقتصاد وتعافيه.

المهاجرون يتملكهم الفرح والشعور بالفوز الكبير , لأنهم وصلوا إلى بلد آخر حررهم من السأم والخوف والقهر والحرمان.

فلماذا لا تعمل أنظمة الحكم على جعل بلدانها ذات قدرة على توفير الحاجات والعناية بحقوق الإنسان وتأكيد قيمته ودوره في صناعة الحياة؟

هل أن الأنظمة المعادية لشعوبها من ضرورات سرقة الثروات البشرية؟

لماذا تتشكى أنظمة الحكم من زيادة أعداد الناس في ديارها , وما تمكنت من إبتكار آليات إستثمارية لطاقاتها؟

الموضوع فيه ألف إنّ وإنّ!!

إنكار الثروات البشرية عدوان وطني وتنفيذ لأجندات الرامين لسرقة البشر من أوطانهم , فهل إستوعبت الكراسي معنى أن يكون المواطن في بلده معززا مكرما وحر التفكير والإبداع؟!!

المجتمعات تتشظى والكراسي تتلظى , والرابح مَن إكتفى بغيره المُغفل المحكوم!!