22 ديسمبر، 2024 11:12 م

لتكن رئيس جمهورية في قارة السوشيال ميديا , ويكون لك شعب مختار احسن اختيار , يكبس لك ازرار اعجاب وتأثر وتاثير حتى لو دونت دخلتك لدورة المياه . اكتب مسكنات امراضه في شتم ملة او حزب او حكومة , وسيدفع الشعب السوشيالي اشتراكا كل رأس شهر لا من اجل تنوّر او تفهم , ولا من اجل حقيقة , فقد ولى زمن الحقائق , ولن يعود الا اذا عاد زمن المعجزات , سيدفع شعبك اشتراكه من اجل ان يكبس ازرار , وينفس عن اعماقه كما كنت تنفس انت في دخلتك , و سيفرغ في خانتك كره التبعية الاعمى , والجهل الذي طمس في الكثير حتى اذنيه , فاكتب من اجل دائهم , ودع القضية التعبانة التي لم تجلب سوى وجع القلب والعمر, اكتب لا من اجل ان يقال عنك , فقد تعددت التعاريف , وصار الوطني وطنيا حتى لو قاتل ضد وطنه , وصار الخائن خائنا حتى لو مات كل اهله من اجل القضية التعبانة . اكتب , فمن يقرأ لا يريد ان يقرأ , بل يريد شفاء غليل صدور قومٍ حاقدين , في زمن البطولة السوشيلية الوهمية الكاشفة للحقيقة الشخصية , اكتب بأسمك الواضح , وصورتك الجديدة الجميلة المعدلة بالوان الفوتوشوب , فلم يعد يخاف الا من يقول الحقيقة , وستكفر به كل الجهات الامنية حينما يتورط ويكتب ما يزعلها .
لتكن رئيس الجمهورية الوهمية , التي رعت ثورات الربيع العربي , واسقطت حكاما , ثم تمخضت فانجبت مقاطع فيديو حروب اهلية , واطفالا مشردين ومجاعة وقتلى ومدن مدمرة , لتكن انت في جهة محقة شرعية قانونية , تكتب على جهة محقة ايضا وشرعية وقانونية , تكتب وتشتم وتهيج مشاعر وضغائن , فيدفع مؤيدوك فلوسا في اشتراكهم الشهري بعدما وقعوا في الشبكة العنكوتية العالمية , ليغذوا ادمانهم في الكره , والنبذ والتفرقة , دون ان يحملّوا لو مقالة او كتاب في الحب والحياة , او العلم والحضارة ,فيقرأوها و يعمل مصباح العقل عمله في انارة ما يمكن انارته ويرشدهم الى المجرة التي يعيشها بنو البشر . كن رئيسا واطمئن , فالشعوب ما تزال تتبع الاوهام…