خلق الله الانسان بأحسن صورة وفضلنا على جميع الكائنات تميزاً بعقولنا وأفكارنا فقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ “.
لقد تحدث علماء النفس بوجود كنز مدفون بجوف الإنسان أطلق عليه اسم ” العقل الباطني ” ولكن يحتاج إلى من يبحر ويغوص في أعماق نفسه حتى يتم اكتشاف هذا الجمال الحقيقي الذي سوف يدهشك ويعجبك جدا ً.
وفي الواقع أننا نمتلك عقلاً واحد إلا أنه يقوم بوظيفتين مهمتين مختلفين غير متشابهه أحدهما يطلق عليه العقل الواعي والآخر العقل اللاوعي أو الباطني.
وإن آليّة عمل العقل الباطن للإنسان تشبه إلى حدٍّ ما آلية عمل برامج الكمبيوتر، فعند إعطاء البرنامج مخرحات معينه فيجب أن يضبط المبرمج البرنامج ضبطاً صحيحاً حتّى يَحصل على النتائج المطلوبة والمرجوة؛ وعندما نطبق هذا على العقل الباطِن فسيكون المُبرمج هو العقل الواعي، ومدخلات الإنسان هي الحواس الخمس، أمّا المخرجات فتتمثل في سلوك الإنسان ونظراته وتصرفاته، فإن العقل الواعي هو الذي يعطي الأوامر للعقل الباطِن.
وقد شبه الدكتور جوزيف ميرفي عقل الإنسان بالحديقة أو الأرض الخصبة التي يَبذُر الإنسان فيها البذور التي يُريد زراعتها في هذه الحديقة، وهذه البذور هي الأفكار التي يُدخلها إلى عقلهِ، فإن كانت البذور جيدة كان المحصول جيداً، وأنبتت الحديقة زهوراً جميلةً، وكذلك العقل الباطن إذا أدخل الإنسان إليه الأفكار الإيجابية الرائعة، فإنّ محصوله سيكون رائعاً والعكس صحيح. لهذا عليك أن تبدأ من الآن في زراعة أفكار السعادة والمحبه والسلام والرضا، قم بالتفكير بهدوء واهتم بنفسك، واجعل عقلك الواعي أن يتقبل تلك المفاهيم ويوصلها إلى داخلك، وإن فعلت ذلك تأكد أن الحصاد سوف يكون في حياتك وجسدك؛ فأنت قائد نفسك وسيد مصيرك.
وأن الإنسان يستقبل فى اليوم الواحد 60 ألف فكرة 80% من هذه الأفكار سلبية وتسبب 75% من الأمراض العضوية والنفسية والعكس صحيح.
ويأتي السؤال هنا: كيف تستطيع أن تتحكم بعقلك الباطن..؟؟؟
وتكمن الإجابة من خلال وضع خطة محددة لتسليم طلباتك ورغباتك إلى عقلك الباطن عن طريق :
1 – اختيار الأهداف وتحديدها بشكل دقيق.
2 – وجود رغبة صادقة في أدائها وتنفيذها.
3 – تجميع كل المعلومات المتعلقة بالأهداف.
4 – السعي بالجد نحو تحقيق تلك الأهداف من خلال المساعده بالايعازات من العقل الواعي.
أن قانون الحياة الساري في الكون هو قانون الاعتقاد والايمان؛ وأن عدم ثقتنا بالعقل الباطني تجعلنا غير قادرين على استغلال هذه القدره الإلهية. ومن أهم المعوقات هو عدم ثقتنا بإنفسنا وعدم معرفتنا لامكانياتنا وطاقاتنا والتسويف والتأجيل لأهدافنا والخوف من الفشل ولكن إذا استطعت أن تتغلب على هذه المعوقات ستتمكن من تغيير شخصيتك وتحقق المزيد من المعجزات طوال حياتك، وبتغيير أفكارك والايمان بالعناية الإلهية تستطيع أن تحول مصيرك ومسار حياتك نحو أهداف محققه فأنت قطعاً أقوى مما تظن، فقدر نفسك واهتم بها واعطها حقها من التقدير فأنت اكثرُ من يستحقها ..
وختاماً اقول لك أستمر في رحلتك..
فواثق الخطوه يمشي ملكاً..
وحارب وكافح من أجلك انت فقط..
فكل يوم جديد هو نعمة من الله لك وفرصة لتحقيق وإكمال مسيرة أحلامك…