18 ديسمبر، 2024 6:57 م

يا نزار… نفذت كل وصاياك العتيقة وما سلمت, طبقت كل تعليماتك وما ربحت !!, تركت جبّة الخلافة للخليفة, وكنت اتجنبه حتى يترك ليّ الثقافة, وكتبت عن حبوب منع الحمل واسعار الخرفان وما أمنت !!, يا نزار.. قلت لنا : كن بلا رأي ولا طعم ولا لون وكنا كما طلبت, وصرخت فينا أن لا نجادل حاكما ولا مسدسا متسلطا وما جادلنا وما نفعت!!.
وأردنا أن نسلم على ريشنا وتجنّبنا أكل الموز والجوز والجرجير, ومشينا بصف الحائط ولا نذبح مرتين كالبعير!!.
اردنا أن نعيش كالعصافير نستنشق الحرية , ونطير في سماء الوطن دون تهديد ودون قيود, وأرادونا مواطنين بلا وطن, وموتى دونما كفن, يبيعنا بسوق النخاسة تجار الوطن, ويقبضون الثمن, أردنا أن نعيش بحرية دونما وشاية سرية.
يا نزار… كنا نظن أن العدل والأنصاف والحق ليست شعارات ولا دعايات انتخابية, بل لافتات لكل المواطنين والاوطان, ثم أكتشفنا أننا على خطا , وأنك لو كنت نبيا , تقيا, فانك ستهان, وانك بلحظة لو اقتربت من حدودهم تصبح كافرا ومنبوذا وخوان. يا محفوظ… قلت لنا ناصحا: كن نقيا وتقيا وعفيفا, وتصرف بنيتك الطيبة السليمة , ولا تخن حتى من خانك ,واتركهم يفهمون ما يشاؤون, ففعلنا ما طلبته منا بالحرف, ولكنهم ما تركونا بحالنا, وتصرفوا على قياساتك يا سعد الله ونوس : كم مرة هزمتنا الخيانة دونما قتال !!. هزمتنا الخيانات والطعنات وخسرنا المعارك لا بسيوف واجهناها ولكن بطعنات خناجر مسمومة في ظهورنا, وصدق من قال حينما يموت العرب تموت الخيانة؟؟.
كنا على خطا حينما بقينا اوفياء للقلم, وما بعنا كلماتنا ولا عرضنا قلمنا للأيجار, فليس اسوأ من خيانة القلم, فالرصاصات الغادرة تقتل الافراد, بينما القلم الخائن يقتل شعوبا وامما.
كنا على خطأ حينما تعاملنا بالأدب والذوق والاخلاق والضمير, وأكتشفنا أن من أهم مظاهر الضعف أن تكون منعدم الضمير تجاه أي شئ, وأنك تدفع ثمنا غاليا حينما تبقى رأسك مرفوعا ولا تنحني لآي سبب كان, وصوتك واضح في حين أبتلع الاخرون ألسنتهم, وكنت قد اكتشفت مبكرا الحياة في سن مبكرة ويا ليتني ما اكتشفتها, ولا تعمقت بها .
كنا على خطأ حينما قاومنا التيار ومشينا في طريق الوضوح والصدق وما أبقى لنا الحق من صاحب, لم نعرف النفاق ولا جربنا الرياء, ولا طرقنا باب الخنوع والرضوخ والمراوغة.
وأكتشفنا أخيرا ألخطأ ولكن بعد فوات الاوان, وصدق الامام علي حينما قال: سياتي عليكم زمان, ليس فيه شئ أخفى من الحق, ولا أظهر من الباطل, ولا اكثر من الكذب, وليتنا ما عشنا هذا الزمان !!!.