مع ان السبب المعلن وراء قتل صحافيي مجلة شارل ايبدو الفرنسية هو نشرها لصور كاريكاتورية تحمل اساءة للنبي محمد (ص)، فان العصابة التي قامت بالفعل ومن يقفون خلفها ويمولوها ويدربوها قد اساؤوا للاسلام وللنبي الكريم وشوهوا سمعة الدين ونبيه ومن ينتسب اليه كونهم سلكوا طرق الاجرام واساليب الذبح والتهجير والاغتصاب وتكفير كل من يخالفهم متبنين ايديولوجيات خبيثة دخيلة لا ربط بينها وبين الاسلام الحنيف .
ومع اننا نشجب ونرفض هذا الاسلوب الاجرامي في التعامل مع الاخر المخالف ونتضامن ونتعاطف مع الضحايا الفرنسيين وكل ضحايا الارهاب من اي دين او مذهب او جنس او عرق وفي اية دولة وبقعة من العالم، فاننا نتمنى ان يتعامل الرأي العام الغربي مع ضحايانا بنفس الحجم والاهتمام الذي شكل ردة الفعل تجاه ضحايا شارل ايبدو ،وان يكون موقف حكومات الدول الغربية تجاه الارهاب الذي يضرب العراق منذ احد عشر عاما وباضعاف مضاعفة مما تعرضت له دول اوربا واميركا ،وان يكيلو بمكيال واحد فضلا عن ان يسهلوا مرور تلك العصابات الاجرامية او يمولوها ويمدوها بالسلاح والمال والمعلومات .
نعم : لقد استنفرت فرنسا كل قواتها المسلحة وانزلت قوات النخبة الى الشوارع لمطاردة اثنين من الارهابيين ولمدة ثلاثة ايام نحسات ارهبت وارعبت فرنسا !. اثنان فقط فما ذا يقول العراقيون وهم يتصدون لمئات الالاف من اعتى مجرمي القاعدة والدواعش من مختلف دول العالم العربي والاوربي ومعظمهم من خريجي سجون اميركا ودول العالم الاخرى ويحملون احدث الاسلحة ويتلقون المال بسخاء من امراء الخليج ؟!.
واذا كان ضحايا شارل ايبدو الفرنسيين هم اثنى عشر فردا فالعراقيون يفقدون في كل يوم واحيانا في كل ساعة اضعاف هذا العدد ومنذ عام 2003 والى يوم الناس هذا!!.
اثنى عشر قتيلا فرنسيا ارتج العالم الغربي والعربي وماج لفقدهم …مجلس الامن وهيئات الامم المتحدة وحقوق الانسان وقفوا حدادا..رؤساء وملوك وامراء العالم العربي والغربي اتصلوا بالرئيس الفرنسي وزاروا السفارة الفرنسية في بلدانهم وسجلوا تعازيهم وتضامنهم مع فرنسا..الاتحاد الاوربي عقد اجتماعا طارئا وقرر رؤساؤه المشاركة في المسيرة الفرنسية الاحتجاجية !!.
فهل تلقى العراق والعراقيون – على عظم وفداحة فواجعهم الكارثية – عشر معشار هذه المواقف وهذا التعاطف ؟!.