18 ديسمبر، 2024 8:54 م

كم سعر دمائنا بنظركم؟!

كم سعر دمائنا بنظركم؟!

هناك معارك كثيرة يجب إعداد العدة لها، ليس عسكرياً وحسب بل حتى المعارك العمرانية، فإعادة البناء هي مَنْ ستحدد ملامح الوطن، ومعركة البناء سنخوضها بقوة في القريب العاجل، بعد أن يتحرر كل شبر من أرضنا المغتصبة، وتهدأ النفوس وتطمئن القلوب، عندها يجب التفرغ لإعادة الحياة والإعمار وتوفير الخدمات، والتي حاول الدواعش إيقاف عجلتها.
العراق بدأت حربه بالنيابة عن العالم، ليقاتل قوى الشر، والتكفير، والظلام، حتى سجل مأثرة جهادية، لذا يتفق كثير من المتابعين، على أن معارك التحرير التي شارفت على الإنتهاء، وحالة الإستقرار النسبي الذي نعيشه، هي بفضل تضحيات جيشنا الباسل وحشدنا المقدس.
حاولت أمريكا وبيادقها من المحسوبين على السياسيين السنة والشيعة، عزل وتشويه صورة العراق أمام العالم، لكنهم فشلوا لأن المواطن العراقي الشريف، أدرك أهمية التكاتف والوحدة، للوقوف بوجه المخططات الخبيثة، حتى أثبتت أنه الحصن المنيع، لهذا البلد الجريح، ومازالوا وسيبقون على العهد، خاصة في القضايا الفاصلة المهمة، لذلك انتصر المواطن في الدفاع عن الوطن، لأنه دافع عن بلده بصدق، وأيضاً سينتصر في معركة البناء ومحاربة الفاسدين، فالمرجعية هي مَنْ تساندهم في هذه المعركة المصيرية.
إن كل ما يمت للحياة في العراق بصلة، من أمن، وأمان، وتسامح، وتعايش، وحوار، ووحدة، ووئام، نحن بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، للنهوض بالبلد والوصول الى بر الأمان، نعم إنه الحلم الذي لا يمكن تحقيقه، إلا إذا تكاتفنا يداً بيد، وتعاهدنا بأن يكون ولاءنا للعراق فقط وليس للأشخاص.
واجبنا الأخلاقي والوطني، هو محاربة الذين يحاولون إثارة الفتن والصراعات كيفما كانت، وإطفاء نور الحرية والكرامة، وتعطيل فرص البناء، ليقتاتوا على الفوضى والخلافات، وكذلك يسعدهم رؤية عراقنا ضائعاً متهالكاً لا يقوى على النهوض، ولكيلا نعطيهم الفرصة لذلك، علينا أن نتكاتف نحن، من أجل الوقوف بوجه هذه الشرذمة القذرة.
ختاماً: العراق بحاجة الى دعم خارجي، من أجل إعمار ما دمرته الحرب، لهذا نقول للعالم كم سعر دمائنا، فإدفعوا ثمنها، لأننا قاتلنا نيابة عنكم، ودماء أبنائنا الزكية سالت بلا هوادة، وكسبنا الرهان، ولكننا في الوقت نفسه، لابد أن نتشارك معاً في معركة البناء، فهي معركة مصيرية ستحدد ملامح مستقبلنا القادم.