شتان بين الثرى والثريا حكمةٌ لطالما سمعتها وقرأتها واستخدمتها ففي دول الاتحاد الاوربي نجد ان الانظمة السياسية تتسم (بالديمقراطية) وفي دول الخريف العربي عفواً الربيع العربي نجد ايضاً ان الانظمة السياسية تدعي (الديمقراطية) ولكن الفرق واضح بين المنظومتين ولعل الحكمة اعلاه اختزلت لي العديد من السطور وقتلت سهبي المنتقد , حيث انني استبشرت خيراً عندما سمعت بهروب التونسي (شين العابدين بن علي) وابتسمت عندما سمعت بتنحي اليمني (الطالح) وقبل ذاك وذاك استغربت بالانقلاب الموريتاني وثم فرحت بمحاكمة (اللامبارك) و سقوط القذافي مازلت اترقب الوضع السوري والاردني والبحريني والسعودي والعراقي وابحث واقارن واتوقع واحلل , نعم ان المعايير القياسية التي تنطبق على السلوك الانساني منذ نشأة الخليقة تغيرت ايضاً فالقيم والاخلاق والفن والثقافة والمشاعر والاحاسيس والجوع والعطش كلها تتغير من جيلاً لأخر ومن حقبةً زمنية لأخرى لذا فان ما نشهده اليوم في دول الربيع العربي هو ليس تحولاً ديمقراطياً بل هو تحولٌ دم قراطي ففي التحولات الديمقراطية يكون الحكم للشعوب اما في التحولات الدم قراطية فيكون الحكم لتجار الموت وبائعي الدماء , نعم سأقولها وبكل صراحة كم انت كبيرٌ ايها الياء لتحول شكل ومضمون الحياة فعندما شاركت بني البشر في التحولات السياسية في اوربا اصبحت حياتهم مليئة بالأفراح والسعادة والبناء والازدهار والاعمار وعندما تخليت عن العرب ولم تقف معهم في ساحات الاعتصام ولا حتى استنكرت او اظهرت اي رأي اصبحت حياة من تحولوا سياسياً حياةً مليئة بالدماء مزدهرة بتجار الموت منعدمةً من حيث الانسانية مستبدلتها بالدموية تحت ذريعة الطائفية , فلماذا يا ايها الياء السنا خير امةً انزلت للناس السنا من حفظنا الاديان اليس الانبياء والاوصياء والاولياء منا ومن اراضينا لماذا هذا التغير يا ايها الياء السنا بلدان سومر واكد وبابل والاهرامات اليست اور ولكش منا اليس حمورابي والفارابي من رموزي تلك الاراضي التي تحولت دم قراطياً لماذا كل هذا النكران هل هو فعلاً نكران ام انها عدالة السماء هل ان الخلل بك ام بنا , اخيراً وبعد عناء طويلاً وبكاءً نحيباً وصلت الى مرسى الحقيقة حيث انني قرأت ايةً من القران الكريم كانت هي الحل الامثل لتلك الجدلية التي اسهرتني الليالي ((أن اكرمكم عند الله اتقاكم)) نعم هذه هي القاعدة التي يجازا بها البشر نحن شعوبٌ لا تحترم الحرية ولا تؤمنوا بالديمقراطية وتعشق العيش بالمؤمرات وتخلد الطغاة وتلعن العظماء ولا وجود للقيم في قاموسها لذلك عانينا ما عانيناه وسنظل نعاني حتى نتقي الله , فيا ايها الياء يامن ختمنا بك حروفنا وقدمناك على دعائنا الى الله (يا الله) اود ان اعترف لك انت كبير جداً يا ايها الياء ….