تختلف درجة البكاء والحزن والالم على مصيبة سيدنا ومولانا الامام الحسين (عليه السلام ) في واقعة كربلاء من شخص الى اخر ويعتمد ذلك الاختلاف على مقدار معرفة الانسان لشخصية الامام الحسين وماهي المنزلة التي يحضا بها عند الله تعالى وعند رسوله (صلى الله عليه واله ) وماهي عظمة التضحية التي قدمها في سبيل احياء دين الله وسنة نبيه في رفض الباطل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر , فقد روي عن الامام السجاد (عليه السلام ) انه بكاء اباه عشرين سنة وماوضع امامه طعام او شراب الا وبكى , وروي انه دخل على الامام يوماً ابي حمزة الثمالي فوجده مغشياً عليه من البكاء على سيد الشهداء ، فلما استفاق وسكنت روعته ، قال له ابو حمزة الثمالي : أما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان يقل سيدي ، فإن القتل لكم عادة وكرامتكم من عند الله شهادة ، فقال زين العابدين صدقت يا ابا حمزة كما تقول القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ، ولكن هل سمعت أذناك او رأت عيناك انه سبيت لنا امرأة أو انتهك لنا حرمة ؟ واني كلما نظرت الى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهن من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء ، والنار ضارمة بأذيالهن والاعـداء يسلبوهن مقانعهن ، فبكى ابو حمزة الثمالي لهذا المصاب العظيم , وقد بكى الامام الحسين (عليه السلام ) جميع الانبياء والمرسلين بعد اخبارهم بكربلاء وماسيجري على سبط خاتم النبيين وحبيب اله العالمين بعد غدر امة جده له وانه سيذبح كما يذبح الكبش وسوف يقتل اهل بيته وتسبى نساءه , فمشروعية البكاء على الحسين ليس ببدعة اتى بها الشيعة والمحبين بل هو حزن موجود قبل ولادة الامام الحسين ومجيئه الى هذه الدنيا , ولم يبكى الرسول الاكرم على الامام الحسين فحسب بل بكى من قبله وحث المسلمين على البكاء عند وفاة عمه ابو طالب (عليه السلام ) وزيد بن الحارث وعبد الله بن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة وعلى سعد بن عبادة . وقد أقر(صلى الله عليـه وآله وسلم) بكاء البكائين ، وكذلك نراه (صلى الله عليـه وآله وسلم) حثّ على البكاء كما حثّ وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليـه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء..- ج ….…أ-…ب
هـ – مسلم والبخاري … يوم مات صبي لإحدى بناته ، إذ فاضت عيناه يومئذٍ ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
مقتبس من بحث للسيد الأستاذ المحقق الصرخي مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر سنية وشيعية في بحثه “الثورة الحسينية”
لذلك فان البكاء هو رحمة للعالمين وخصوصا اذا كان على الانبياء والائمة والصالحين ولابد ان هذا البكاء يوجب المغفرة والرحمة وغفران للذنوب من قبل الله تعالى , فقد روي عن الامام الرضا (عليه السلام ) في حديث: (يا بن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن
…