الصفة الداعشية لا تقتصر على قتل المخالف ، او أخذ الجزية من اهل الذمة ، وتفجير المناطق والأسواق ، لان هذا السلوكيات هي تطور للحالة الداعشية التي تعتمد في أسسها ومنطلقاتها على التطرّف وعدم قبول الاخر ، وكل ما ينتج بعد ذلك هو ما يفرضه عدم قبول الاخر من نتائج تترتب على مقدمة عدم القبول ، واعتناق او السماح بالمقدمات هو إقرار بالنتائج وقبول لها وان كانت مرفوضة من قبل الجميع
الفعل والسلوك المتطرف هو نتاج الفكر المتطرف ، ومحاربة الأسباب عقلا ً أجدى من محاربة النتائج !
، واسس الفكر المتطرف لازالت تملئ مناهجنا ، وتدرس تحت إشراف الحكومة ، وان كانت المناهج تركز على بعض الجوانب الفكرية الغير متصفة بالعنف والقتل لبعض المفكرين ، إنما هو تسويق للمفكر المتطرف ومحاولة إظهار ان له جوانب مقبولة ، فهي تزكية له في الجوانب الاخرى ، لان العقل اما يأخذ كل شيء او يرفض كل شيء ، بغثه وسمينه ، لان اغلب العقول لم تصل مرحلة الوعي الكامل الذي يجعل منها تحاكم الاّراء وتنتهي الى نتيجة عقلية ومنطقية ، قائمة على المحاكمات والادلة العقلية اكثر من النقلية ، ولهذا نحن بأمس الحاجة لإعادة النظر في تراثنا وإعادة نقده ، من دون حساسيات او عقد ، وكل فكر يصمد امام هذا النقد فسيستمر ، اما ما يفتقر لأجوبة واضحة تنسجم مع قبول الاخر تحت مسمى الانسانية والوطن ، وتركز على المشتركات قبل الاختلافات ، فيجب ان يتم إلغائه او على الأقل أبعاده ، لان عقولنا لا ينقصها عقد وتحريض اكثر من الموجود !
حل المشاكل البنيوية ، والمشاكل العميقة التي ترتبط بنظرة الفرد للدولة والحكومة ، وان كانت سلبية بسبب تقصيرها ، الا ان هذا شيء ، ونظرته اليها على انها تمثل غير شعبها شيء اخر لا يرتبط بأدائها أو خدماتها التي تقدمها ، وانما بعقيدته التي تجعل من الجميع غير طائفته وقوميته لا يستحقون العيش معه ، فهو ما يجب ان نصلحه قبل كل شيء ، ليكون من اول التحديات ، وهذا لا يقع على عاتق الحكومة فقط ، وانما يقع على عاتق المجتمع بشكل أساسي ، عن طريق نبذ ومحاربة كل ما يضر بفكره وأمنه ووطنه ، والرفض المجتمعي لمثل هكذا أفكار هو الرادع والمصد الاول ، لان اي مجتمع يتقبل التطرف فكراً وسلوكاً هو مجتمع داعشي بأمتياز ! .