23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

كل عام والأمة الأسلامية بخير

كل عام والأمة الأسلامية بخير

يومان ونطوي العام الهجري الحالي ونستقبل عاماً جديداً ولابد ان ننتهز هذه الفرصة لتهنئة امتنا الأسلامية بالعام الجديد نسأل الله ان يكون عام خير وبركة وأمن وسلام .
العام القادم هو العام ١٤٤٠ للهجرة مع انه فلكياً ليس كذلك !
الفلكيون العرب هم من اوجدوا التقويم العربي وهم من منحوا الأشهر القمرية اسماؤها لتكون توقيتات تتطابق مع مسمياتها ومع التقويم الگريگوري الميلادي لتتوائم مع الفعاليات المجتمعية التراتبيه فالمزارع يبدأ استحضاراته حين دخول شهر صفر فيحرث أرضه ويبذر بذره لتبدأ عملية الأنبات في شهر ربيع الأول ويبدأ الحصاد في جمادي الأول وحين جماد الحبوب وهكذا كان التقويم متطابقاً مع الفصول والمناخ والمواسم .
يتأخر التقويم الميلادي بمقدار ٢٤ ساعة كل اربعة اعوام ولذلك اضاف الفلكيون هذا اليوم كل اربع سنين في السنة الكبيسة كي تتطابق الأشهر مع الفصول فيأتي تموز بالصيف وشباط في الشتاءعلى مر الأعوام ويبرمج الأنسان فعالياته طبقاً لذلك التقويم الدقيق فيهيأ للصيف استحضاراته وللشتاء استحضاراته وهكذا .
تقويمنا العربي يتراجع ١١يوماً كل عام بسبب عدد الايام في الشهر طبقاً لحركة القمر ولكي تتطابق تلك الاشهر مع المواسم والفصول ابتكر الفلكيون العرب اضافة شهراً جديداً كل ٣٢ شهراً سمي بشهر النسيئه وبذلك بقي ربيع الاول يأتي في آذار ورمضان يأتي في موسم الرمضاء في ايلول وجمادي في حزيران وذي الحجة في كانون الأول وبرمج العرب قوافلهم وتجارتهم وزراعتهم وغزواتهم طبقاً لذلك التقويم المنضبط .
حدث الخلاف بعد نزول اية التحريم التي حرمت النسيئة بسبب الأشهر الحرم وعدم الالتزام بها فعام يحللون به القتال وعام يحرمونه ومع ذلك بقي العمل باضافة الشهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخليفة الراشد ابي بكر الصديق رضي الله عنه وفي عهد سيدنا عمر رضي الله عنه وبعد جدل ابي موسى الأشعري تم انهاء الجدل بقبول مقترح سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالتوقيت بدءاً بعام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والغاء شهر النسيئة لتصبح اشهرنا القمرية تتجول بين الفصول ولن تتمكن من ضبط ايقاع حياتك وفعالياتك الا بالاشهر الميلادية فلا ربيعنا الاول يأتي بالربيع ولا حصادنا يأتي في جمادي علماً ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هاجر للمدينة في ٨ من ربيع الاول الموافق ١٩ من نيسان وواقعة الطف المؤلمة حدثت في ١٢من تشرين الاول اي في شهر ذي القعده لو مشي التقويم على حالته قبل الالغاء وكان شهر محرم الحرام لا فيه هجرة ولا عاشوراء ولا لطم ولا هريس .
واليوم لو كل منا احتفل بعيد مولده طبقاً للتقويم الهجري لكسب اعواماً اصغر والستيني قد يعود خمسينياً ويعاد للخدمه لعدم بلوغه السن القانوني ! وكل عام وانتم بخير .