19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

كل عام وأنتم بلا شرف!

كل عام وأنتم بلا شرف!

وحدها المواقف تثبت صدق الشعارات, وتفصح عن حقيقية النوايا, فتتضح الرؤيا ويشار بالبنان الى الطيب والخبيث, وها هي العراقية البطلة نادية مراد توثق المواقف وتروي تفاصيل مجازر مروعة, أرتكبها كلاب الدواعش, ومن يقف بجانبهم ممن باع شرفه وتجرد من عراقيته , وراح يلعق قصاع الغرباء.. ويقدم بنات وطنه هدايا لكلاب جائعة!
نادية مراد شاهد حيادي حي على دعاة الشرف والوطنية, ممن قدموا بلادهم للدواعش على طبق من ذهب, بين سياسي متخاذل, وجار سوء يهتك حرمة جاره, فيقدم بناتهم سبايا لدولة الزناة, وبين عوائل توصد أبوابها بوجه السبايا من بنات العراق, أوتعيدهن الى مقرات الدواعش, بدعوى أنهم كفرة وأموالهم وأعراضهم حلال, كما صرح بذلك رئيس قطيع الكلاب البغدادي, هذا صنف أول لا يمتلك الشرف, ولن يعرف معناه.
يسقط من خانة الشرفاء أيضا ساسة تخاذلوا عن نصرة ضحايا شعبهم, وأنشغلوا بعقد الصفقات والندوات, والمؤامرات والمؤتمرات, وأكتفوا بالتصريحات, فنددوا وأستنكروا, وسرعان ما أداروا ضهورهم للكاميرا, لينشغل كل منهم بحساب أرباح صفقة جديدة, وقع على أوراقها, قبل أن يؤدي دوره أمام الكاميرا منذ برهة!
قصة نادية واحدة من آلالاف القصص المأساوية, التي لم تحض باهتمام كبير من قبل الساسة!
من جانب آخر يخصص بعض الحثالات, في المشهد السياسي, معظم وقته لأنتقاد الحشد الشعبي, الذي يعكف على غسل العار, عن وجوههم القبيحة, التي لم تتغير الوانها وهم يسمعون قصص بيع وأيجار البشر, التي تروي تفاصيلها نادية.
عبارات نادية تتفوق على العبرات, ودموع غزيرة تنهمر على وجنيتها, تنعى شرف تظن أنها فقدته, الا أن الحقيقة تختلف تماما, فنادية ترفل بالعز والشرف, ودموعها خير شاهد على ذلك, فمثلها من يعرف معنى الشرف, بينما يفتقد له كل من تخلى عن العراق , وفتح الباب على مصراعيه ليسلم بنات وطنه لشذاذ الآفاق, وكل من يؤيد ويدعم ذلك, دموع نادية ترسل رسالة لكل عديمي الشرف, وهم على أعتاب عام جديد مفادها.. كل عام وأنتم بلا شرف وستبقون كذلك!