ليلية من ليالي الخريف الغير مرغوب فيه في بلد تنقصه كل الوسائل الخدمية التي من المفروض ان تكون هي ابسط الحقوق التي يجب ان تقوم بها الدولة للمواطن ,تهب علينا رياح قادمة من الشرق مزعجة هذه الرياح لانها تكون قوية على شكل تيارات, لهذا تبدأ عملية نزع الاوراق من الشجر لكننا للأسف لانملك الشجر بل تحولت الارض الى صحراء قاحلة مليئة بالمزابل للتحول عملية سقوط الاوراق في شوارع المدينة الى عملية انتشار المزابل كل شيء مختلف في بلدي.
في هذه الليلة تذكرت كتاب لجان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي التي يتحدث فيها عن بداية تأسيس الدولة في المجتمعات الاوربية القديمة , حيث كانت تلك المجتمعات تعاني التخلف والجهل والمرض, ليأتي هذا المفكر ويعطي فكرة مفادها : ان يتنازل الشعب عن بعض حقوقهم لبعض ممن يثقون بهم لادارة شؤونهم, لانه لايمكن جمع عموم الناس في مكان واحد ليأخذ رأيهم في قضية معينة, بالمقابل يلتزم من يعطى تلك الحقوق بان يكون مسؤول ومحاسب امامهم في حال ان اساء استخدام تلك الصلاحيات , وهكذا اتسع نطاق نظرية العقد الاجتماعي بتطور واتساع الحياة في اوربا, لنصل الى يومنا هذا وهم يعيشون تلك النظرية بتطور الحياة وتأقلمها مع اتساع رقعة الدولة ونمو السكان .
وفي مجتمعاتنا العربية لدينا نظرية الدولة الاسلامية ودستورها القرأن الكريم ومن منا لايجمع على ان كتاب الله لايصلح لكل الازمان , فهو دستور الحياة الدائم ويصلح لكل عصر مهما كانت درجة التطور .
في بلدي المتعدد الالوان من الاسلام الى المسيحية الى الصابئية الى اليهودية اين نحن من تلك النظريات, فأن كنا مسلمين فعلينا بنظرية الدولة الاسلامية وان كنا من المسيح او الصابئة وغيرها فاين نحن من نظرية العقد الاجتماعي .
في بلدي كل شيء مختلف فلدينا النظريات قلبت واصبح لدينا نظرية الا عقد ولا دولة .
عذراً يا كتاب الله الكريم لن نسير خلف احكامك وعذراُ جان جاك روسو على الرغم من انك بذلت مجهودأ كبيرا لتخرج تلك النظرية لكننا لن نسير خلفها وعذرا ايها الشعب الجبان لانكم لن تغيرو ما اراده الساسة .
فبعد الاعتذار لابد ان نشكر الامريكان لانهم اخرجو مجرم وجلبو مجرمين , وخربو بلد وجلبو بلدان لتعيش في خيرات بلدي , واخرجو منظر تافه ليجلبو منظرين تافهين , واخرجو قائد الضرورة ليجلبو قادة الضرورة .
واخيرا كل شيء مختلف في بلدي…!!!
