18 ديسمبر، 2024 7:17 م

كل إناء بالذي فيه ينضحُ، وسيلة لتسقيط الآخرين

كل إناء بالذي فيه ينضحُ، وسيلة لتسقيط الآخرين

الحديث وتناقل الأخبار يتطلب الدقة والحذر في التعاطي معها، ولابد أن تتوفر المصداقية والواقعية في نقلها، وفائدة تسويق هذه المعلومة أو تلك تحضى بأهمية بالغة، وأن لا يكون تداول المعلومات لأهداف تسقيطية أو لمصالح مشبوهة تدخل بأطر أخرى، بمحاولة لذر الرماد في العيون، أيضاً على المتلقين التعامل مع الطرح برؤية واضحة وبعقلية منفتحة وثاقبة، فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
الواقع السياسي وما أفرزته المتغيرات على الساحة العراقية، وإخفاق بعض الذين تسنموا المواقع في مؤسسات الدولة، التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومن أجل خلط الأوراق وليضيع الحابل بالنابل، يقوم بعضهم ممن أسرف على نفسه بسرقة المال العام وفشل لعقد من الزمن، بترويج بعض المفاهيم المغلوطة لإيهام الناس واستغفالهم، عند إطلاق العموميات واتهام الجميع بالفشل.
الطبقة السياسية في العراق، المتمثلة بالأحزاب والشخصيات والكتل، تبادلوا المواقع في إدارة شؤون الدولة، ولعل الواقع العملي من خلال مزاولتهم، لبعض المهام والأدوار قد أفرز حقيقة أكثرهم، منهم مؤمنون وأكثرهم فاسقون، إذًا ليس جميعهم، عانقوا الفشل أو أهدروا وسرقوا.
رجال صدقوا وأدوا واجبهم الديني والأخلاقي تجاه الوطن والشعب، فأصبحوا بذلك مصداق للنزاهة والإخلاص، تحملوا أعباء المسؤولية في أحلك الظروف وأشدها، فاستطاعوا وبكل جدارة أن يحققوا الكثير، في مواقع تسنمهم مقاليد التكليف، أولائك الرجال هم أبناء تيار شهيد المحراب، تشهد بنزاهتهم وكفائتهم المنجزات، استطاعوا أن  يقدموا الكثير في فترات عصيبة مصحوبة بالإضطرابات وعدم الإستقرار.
أقتلوني ومالك، مثل مشهور يتداوله الكثير من الناس، يتحدث عن واقعة تأريخية، حصلت بخلافة الإمام علي عليه السلام، عندما برز مالك الأشتر لإبن الزبير، وتناجزا بالسيف، ثم تصارعا وتشابكا بالأيدي، وعندما أدرك ابن الزبير إن مالك سيقضي عليه صرخ بأصحابه منادياً، اقتلوني ومالك، يبدو أن السراق والمفسدون أيقنوا بمصرعهم وإنهم كشفوا وبان زيفهم، فبدئوا يطلقون الأكذوبات، بأن الجميع فاسدين ليتخفّوا وراء هذه الشائعات المظللة، وكل اناء بالذي فيه ينضحُ.