18 ديسمبر، 2024 4:54 م

كلّنا إرادة

كلّنا إرادة

بعد انسحابها رسميا من ائتلاف دولة القانون , الدكتورة حنان الفتلاوي تشّق طريقها في عالم العمل السياسي المستّقل وتعلن في بيان رسمي عن تشكيل حركة إرادة , كحركة سياسية مستقلّة في محافظات الوسط والجنوب من أجل إحقاق الحقوق المهدورة وإيقاف الثروات المسلوبة والبدء بالتنمية المفقودة , ولا شّك أنّ كل حركة سياسية واعدة , تولد من رحم المعاناة والمخاطر التي تواجه المجتمع وتهدد مستقبله ومستقبل أجياله القادمة , فمن الطبيعي جدا في مثل هذه الظروف التي يمر بها البلد أن تنبثق حركة إرادة كحركة تمّثل ردة فعل على الإحباطات والتنازلات المذّلة والمهينة التي تسير على خطاها حكومة المقبولية الحالية , ومن الطبيعي جدا أن ترتفع الأصوات المطالبة بإيقاف مسيرة هذا الخضوع المذّل وهذه التنازلات اللامسبوقة وهذا التراجع الخطير عن الأهداف والمبادئ , وحركة إرادة هي إبنة هذا الواقع المرير , وضرورة أملتها سياسة الانبطاح على حساب حقوق الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي , وفي الوقت ذاته وقفة صريحة وشجاعة مع النفس بعد الالتفاف على إرادة الشعب العراقي وخياره الذي افرزته صناديق الاقتراع , من خلال مؤامرة حكومة المقبولية وتداعياتها .
ومن يتمّعن جيدا في في طبيعة الأهداف الثلاثة التي أعلنتها الحركة , سيجد أنّ هذه الأهداف قد جائت منسجمة تماما مع طبيعة المعاناة التي يعاني منها أبناء محافظات الوسط والجنوب , فشعار المقبولية المهلهل لا يمكن أن يصمد أمام نكبة الاتفاق النفطي الذي أبرمته حكومة المقبولية مع حكومة إقليم كردستان وما يمّثله هذا الاتفاق من تجاوز فاضح على حقوق ابناء محافظات الوسط والجنوب , أو أن يصمد أمام النكبة الأخرى المتمّثلة في مشروع قانون الموازنة العامة المعروض حاليا على مجلس النوّاب العراقي , أو موقف الحكومة من مشروع الحرس الوطني الذي تسعى الولايات المتحدّة الأمريكية بالتنسيق مع اسرائيل والسعودية إلى فرضه على الشعب العراقي كواقع حال لا بدّ منه , فحركة إرادة ولدت من رحم هذه التنازلات المذّلة لتكون صوت المهمّشين الحقيقيين الذين يطالبون بحقوقهم الضائعة ومواردهم المسلوبة التي يتنّعم بها غيرهم , فقد آن أوان المطالبة بالحقوق الضائعة والمهدورة , وآن الوقت لاستثمار موارد الوسط والجنوب في الوسط والجنوب تحديدا , وإيقاف مسيرة الخضوع والانبطاح التي اصطبغت بها حكومة المقبولية , فمبروك للعراقيين المهمّمشين ميلاد هذه الحركة السياسية الواعدة , وتمنياتنا للدكتورة حنان الفتلاوي التوفيق في قيادة هذا المولود المبارك , ونقول لها كلّنا مع إرادة  .