قبل حوالي عام كتب ألسيد ذوألفقار علي ذوألفقار مقالاً على موقع كتابات هاجم فيه أحمد ألجلبي و أياد علاوي و عادل عبد ألمهدي و وكونهم كانوا طلاباً في كلية بغداد وهذا شأنه. لكن ما كتبه عن كلية بغداد لا أساس له من ألصحة و لا أدري من أين أستقى معلوماته.
“
ومن المعروف ان اغلب الطلبة المنخرطين في هذه المدارس هم من ابناء النخبة العلمانية الارستقراطية السياسية والتجارية في تلك الحقبة ، وممن كان آبائهم يسيرون في ركب الاستعمار البريطاني ، وتعتبر المدارس اليسوعية ، المرحلة الاولى في خط سير ابناء هذه العوائل ، تأهيلا لهم للتشرف بخدمة المستعمر فيما بعد ، حيث ، تتم عملية غسل ادمغتهم في هذه المدارس وما يليها من جامعات اجنبية ومؤسسات وحركات مشبوهة ، ووصولا بأكثرهم الى الانخراط في (الحركة الماسونية العالمية) ، ليتم تعميدهم هناك جنودا اوفياء للمحتل وللصهيونية العالمية ، وليتسلموا فيما بعد القيادة في بلدانهم وكالة عن المستعمر الأجنبي . “
وقبل يومين كتب ألسيد حامد ألناصرمهاجماً أحمد ألجلبي و أياد علاوي و قال
“
بمدرسة كلية بغداد التي اسستها برطانيا في العراق لجتذاب العقول والكفاءات الشابة وتجنيدها فيما بعد لخدمة مشروعها في العراق”
كلية بغداد كانت مدرسة أهلية كاثوليكية تأسست عام 1932 مؤسسيها من نفس ألجمعية ألتي أسست جامعة بوسطن كوليج في ولاية ماساشوستس ألأمريكية. و مؤسسيها ينحدرون من مدينة بوسطن و حواليها حيث يشكل ألمنحدرون من أصل أيرلندي حوالي 95% من ألكاثوليك في تلك ألمنطقة. ملك أو ملكة أنكلترا هو رئيس ألكنيسة ألأنكليكانية ألتي أنشقت عن ألكنيسة ألكاثوليكية في ألقرن ألسادس عشر. بين 1919-1923 أعدمت ألحكومة ألبريطانية 177 أيرلندي كاثوليكي في أيرلندا ألجنوبية عندما كانت تطالب بألأستقلال. فألعداء بين ألكاثوليك ألأمريكان من أصل أيرلندي و بريطانيا ديني وقومي.
كنت طالباً فيها 1964-1970 لم يحاول ألأباء أليسوعيون ألتأثير على أفكار طلابهم ألسياسية فكان من خريجيهم بعثيون و قوميون و شيوعيون و أسلاميون (ألحزب ألفاطمي, حزب ألدعوة, حزب ألتحرير و ألأخوان ألمسلمين). ولم نكن “ابناء النخبة العلمانية الارستقراطية السياسية والتجارية” فكثير منا كانوا من ألطبقة ألمتوسطة آبائهم موظفين حكوميين و أكثر من نصف ألطلاب مسلمين.
ولم يكن ألأباء أليسوعيين جواسيس, يتجسسون لمن و على من؟ حكومات ألعهد ألملكي أم ألتي جائت بقطار أمريكي عام 1963 و 1968 ؟ كانوا لهم غرضين من تأسيس هذه ألمدرسة, ألأول هو نشر ألمذهب ألكاثوليكي بين ألمسيحيين ألعراقيين ألذي كان أغلبهم يتبع ألكنيسة ألسريانية ألشرقية. لذلك كانوا يشترطون على ألطلاب ألمسيحيين حضور درس ألتربية ألدينية. ألغرض ألآخر هو أيمانهم أن ألمجتمع ألعراقي في ذلك ألوقت كان يوفر فرصاً متكافئة للتقدم مهنيَا و تجاريًا للمسيحيين و نوعية عالية من ألتعليم ستساعدهم في هذا. ومع هذا فتحوا أبوابهم لغير ألمسيحيين و لم يحاولوا تنصيرهم. أجور ألدراسة كانت 60 دينار سنوياً و كان هناك تخفيض للأخوة. هذا ألمبلغ كان يعادل مرة و نصف راتب خريج كلية أربع سنوات حديث ألتخرج (28 دينار راتب أسمي و 13 دينار غلاء معيشة) .هذا لم يكن يسد تكاليف ألمدرسة فكانوا يعتمدون على تبرعات ألخريجين ألسابقين و لكن بألدرجة ألرئيسية تبرعات أفراد و جمعيات كاثوليكية أمريكية. أي أنهم, رضي ألله عنهم, كانوا يجلبون ألأموال من ألخارج لتعليم ألعراقيين مسلمين و مسيحيين.
مشكلة من لا رحمة في قلبه أنه لا يفهم كيف و لماذا يرحم ألآخرون. ختاماً أين هي ألمدارس ألأسلامية سنيّة أو شيعية في بلدان يشكل ألمسلمون فيها أقلية و تفتح أبوابها لغير ألمسلمين تاركة لهم دينهم و شأنهم؟