22 ديسمبر، 2024 7:40 م

كلية الدجل الجامعة

كلية الدجل الجامعة

ظاهرة أخذت بالإتساع، وبدت تزاحم الأطباء، حملت رسالة ” أبقراط” وقسمه الشهير، ومنهجه القويم في تطهير الطب من السحرة والدجالين، من خلال مراكز خاصة، مدعومة بشبكات إعلامية، تمنح جرعات من الوهم للإستشفاء من أمراض عضال، ونفسية.
تحد يطلقه أشخاص ذاع صيتهم، كما ذاع صيت الروسي ” راسبوتين”، لعلاج أمراض عجز الطب الحديث عن علاجها، مستغلين حالة اليأس التي انتابت المرضى، من الذين يبحثون عن قشة ليتعلقوا بها، وسط حالة من التخلف، والفقر، والضياع.
نجوم الدجل، المسكوت عنهم، والمجازين حكومياً لفتح مراكز متخصصة بالعلاج الروحاني، وهو كما يبدو، إسم جذاب، لكن في حقيقته، لعب في دواخل النفس، المهزومة، والمكسورة، بعد أن إستنزف الطب التجاري، أموال مرضاه، ورفع الراية البيضاء، لـ ” قنديل أم هاشم”، لإعادة توجيه البوصلة، نحو المشعوذين، ولسان الحال ” مخسرانين شي”.
الغريب، أن أطباء، وأساتذة جامعيين، ظهروا عبر الشاشة الفضية، ليدلوا بشهاداتهم عن السر المكنون، الذي يملكه هؤلاء الدجالون، ويقروا أمام المشاهدين عن قدراتهم الخارقة لعلاج الأمراض المستعصية، ويمنحونهم براءة الإختراع.
ربما يُعذر المريض، الذي إستنفد كل وسائل العلاج، ولم يشف، بل زادت حالته سوءاً، عندما يذهب الى هذه المراكز، وقد تعلق بإعلان يقول : نعالج السرطان بـ 40 يوماً، ولعل الحاجة الى المال، دفعت بالفضائيات الى الترويج للدجالين، من وجهة نظر إعلانية، لكن غض البصر من وزارة الصحة، والحكومة، عن هذه المراكز، بماذا نفسره؟.
ومادام الأمر مباح، كما نرى، فأقترح، فتح كلية لتدريس ” الدجل”، وتضمينها في القبول المركزي هذا العام، كما بالإمكان فتح كلية أهلية لهذا الغرض بإدارة أمهر الدجالين، والقانون لايحمي المغفلين.
والله بعونك ياعراق!!.