مصطلح معناه أن المجتمعات يتم حكمها باللصوص , إذ يتم وضعهم في كراسي السلطة , ويُحسبون قادة وسياسيين , بشعارات خداعة لتمرير العبث بثروات البلاد والعباد وسرقتها , وتجريد المواطنين من قدرات الرفاه الإقتصادي , وحشرهم في أنفاق الركض المرهق وراء الحاجات.
وبهذا الأسلوب يتم تراكم الثروة الشخصية وإحتكار السلطة السياسية من قبل المسؤولين , الذين يدينون بعقيدة الفساد كآلية مفضلة للحكم.
وهذه آلية معمول بها منذ قرون , ولديها مرتكزات اساسية تحافظ على ديمومتها وتأمين السرقات , والحفاظ على السراق في مناصبهم وتعزيز قوتهم , وتمكنهم من القبض على مصير الناس والتحكم بثروات البلاد.
والآلية المعروفة هي إحداث التفرقة والصراعات الداخلية وفقا لمفهوم “فرّق تسد” , ولهذا يمكن الإستدلال على أنظمة الحكم اللصوصية من الواقع الذي أوجدته , فإن هي سعت لإحداث الصراعات الدامية ما بين أبناء المجتمع , فهذا يعني أنها تدعو لذلك لكي تحافظ على سرقاتها وتنميتها , وإن هي دعت إلى الوحدة الوطنية والتماسك الوطني فأنها ليست كذلك.
والأمثلة على ذلك واضحة , ومنها أن معاهدة “سايكس بيكو” التي قسّمت الوطن العربي إلى دول وإمارات , كان أصحبها يسعون إلى سرقة الثروات العربية , وقد تحقق لهم ذلك على مدى القرن العشرين وهو الآن في ذروته , وذلك بإحداث الصراعات العربية العربية , والفئوية والتحزبية وغيرها من آليات التلهي للتمكن من السرقات.
وهي تمضي على ذات المبدأ القديم الذي يقوم به السراق , عندما يريدون سرقة أحد البيوت فأنهم يحملون معهم عظاما يلقونها للكلاب التي تحرسه فتتلهى بها وهم ينهبون الدار.
وهكذا تجد المجتمعات الثرية التي يتحقق نهب ثرواتها تتلهى ببعضها البعض والسراق ينهبون , وأبناء البلد منشغلون بالعدوان على بعضهم , وهم في سورات إنفعالية وثورات عاطفية ذات خسائر مروعة ولكن لا يشعرون , ولا يمكنك أن تحدثهم بلغة العقل , وإنما بما يؤهلهم لمزيد من الإقتتال والإنتقام والخراب والدمار.
فاللصوصية قانون سياسي إنتهابي فعّال يُطبَّق على المجتمعات المغلوبة لسلبها حقوقها ومصيرها , ودفعها للرحيل عن مواطن وجودها ومنابع ثرواتها , لكي يتسنى للسراق أخذها والتصرف بها في مواطن الآخرين , فالسارق لا يبقي سرقاته في المكان الذي سرقها منه , بل عليها أن تعبر حدود البلاد وتستقر في البنوك الأجنبية وتكون في عهدة الآخرين , الذين يتنعمون بسرقات اللصوص المتسلطة على الناس المساكين المضللين التابعين الخانعين لتجار الدين.
ولكي تتعافى المجتمعات المنكوبة بأنظمة حكم لصوصية عليها أن تدرك أن ما يفرقها مرسوم ومبرمج لنهب ثرواتها وأسرها في أقبية الإنهاك بالحاجات , فالنهّابون يتمتعون بما يسرقونه منها , وهي تلهث وراءهم ولا تسائلهم أو تحاسبهم عمّا يفعلون!!
وعلى المجتمعات الثرية المفقورة المضمخة بالحرمان أن تستفيق من سكرة التظلم والإملاق , وتدرك حقوقها وثرواتها المنهوبة المغصوبة!!
*كليبتوقراطية: نظام حكم اللصوص