23 ديسمبر، 2024 1:30 م

كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور

كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور

آية قرآنية تؤطر مستقبلنا
* فرصة تاريخية بنسبة واحد الى مليار فإستثمروا وفورات العراق في خدمة ابنائه وانتم من ضمنهم وليس فوقهم.
نصت الآية الخامسة عشرة، من سورة سبأ، في القرآن الكريم، على “كلوا من رزق ربكم، وأشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور” في دعوة للإستقرار الاجتماعي المتفاعل ايجابا مع معطيات البيئة.

فالرب.. سبحانه وتعالى، يعني الانزياحات اللغوية، المنطوية في عب المفردات المؤلفة للآية؛ لأن القرآن حمال أوجه؛ الامر الذي أبقاه خالدا، تعاد قراءته، بموجب سياقات الحياة الاجتماعية، في كل مرحلة وعهد؛ لذا تنطبق تأويلات آياته على مراحل المستقبل كافة، مستشفا التاريخ الآتي.. مقبلا على البشرية، بقنوات وعي حديث تأسيسة على إستكناه الفرد لمحيط و متطامنا مع جوده.

خطط التنمية

وهذا ما نتمنى ان يدركه الساسة العراقيون.. الجدد؛ فالعراق بقعة خير ومرفأ ثروات لن تنضب؛ إذا أجاد مالكوها الادارة، وضعوا خطط تنمية ونفذوها بدقة محسوبة؛ ترتقي بالواقع المالي للدولة.. ارضا وشعبا وسيادة.

العراق الان تجربة كبرى، يمكنه ان يؤدي دور الفلتر الذي ينتظم خرزات مسبحة الإقتصاد العالمي، لو أمسك زمامه ساسة يوزعون المناصب، وفق حاجة البلد، وليس وفق محاصصة فئوية.

الولاء للذات

بتحول الساسة من الولاء للذات، الى الولاء للوطن، تستقر شؤون المجتمع على الاصعدة كافة، في ميادين مجاورة.. تسير بموازاة الاقتصاد والسياسة، تنطلق منهما، وتصب فيهما، مثل الثقافة بإشتمالاتها الفنية والادبية والاعلامية والأكاديمية، والرياضة والمجتمع.. إقتراب المجتمع من المستوى الحضاري المنشود، يعني نجاح الحكومة في أداء مهمتها.

وهذا يؤطر حياتنا، بالتعاليم التي تحملها الاية “15” من سورة “سبأ” في القرآن الكريم، فالرزق.. لغويا، ما هو خارج المرتب المنتظم.. شهريا او اسبوعيا او يوميا، وهو حلال مطلق، تحث الآية على الأكل منه، مشفوعا بالشكر لواهب النعم.. جل وعلا، بلدة طيبة، تحت رحمة رب غفور.

1 / مليار

وهي مجازيات تنطبق على اية بقعة ارض، بمواصفات العراق، لذا أذكر القائمين على الامر، في العراق، بحسن التعاطي مع ما وهب الله من نعم، شاكرين له طيبة البلدة الرافلة بطمأنينة “رب غفور”.

فـ… “كلوا من رزق ربكم، وأشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور” إنها فرصة تاريخية، لا تتحقق الا بنسبة واحد الى مليار، وقد جاءكم الرب بالوعد، فتلقوه بالحسنى، وإستثمروا وفورات العراق، في خدمة ابنائه، وانتم من ضمنهم، وليس فوقهم.

لا تستثنوا انفسكم اقترابا من المغانم، إنما إستثنوها إلتصاقا بتقديم الخدمات لعراق ذي شعب مغلوب على أمره، في كل عهد… إذ ان الشكر يديم النعم!