كلمة أعتادها الشعب العراقي، وأخذت مقبوليتها في الشارع، ولكثرة تكرارها، أصبحت وكأنها حقيقة لاتقبل النقاش!
هكذا دخلت الدعاية الكاذبة إلى الشاميين في زمن معاوية، فأجمع أهل الشام على تفسيق أمير المؤمنين علي(عليه السلام ) وقذف التهم بشخصيته المقدسة، حتى عرف بين أهل الشام بأنه أنسان تارك للصلاة! وكثيرا ما يبتلى المؤمنون بذلك.
في نظري أن أخطر سلاح يواجهه الخصم مع خصمه؛ هو الدعاية الكاذبة، وبث الحقائق المزيفة، إن الأعم الأغلب من الناس، يتعامل مع الأمور أو الأحداث على ظواهرها، وقليلون ممن يتقصون الحقائق، ولم تجد التريث وقول الحقيقة والأنصاف لدا الجميع أبدا.
ألإعلام سلاح فتاك، وذو حدين، تكمن خطورته في عدم الدقة والتأكد في نقل الخبر وقول الحقيقة، والأبتعاد عن التسقيط والتشويه وقلب الحقائق، وهذا ما نهى عنه القرآن الكريم وبين خطورته، قال تعالى(إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينو أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)
“فتبينوا” أي تحقوا في إقصاء الحقائق، قبل نشر الخبر، وهذا ماتبتلى به أكثر الصحف الخبرية، أو المؤسسات الإعلامية.
إننا مقبلون على مرحلة مفصلية ومهمة”مرحلة إلإنتخابات” يخوضها الشعب بنفسه، أدواتها الإعلام والدعاية، يختار الشعب فيها من يمثلة لفترة أربع سنوات، وعلى المتصدين للترشيح، أو الذين يفوزون ويمثلون شعبهم ووطنهم (المتنافسون) عليهم أن يتنافسوا بصدق وأمانة، ونزاهة وشفافية، بعيدا عن تسقيط وتشويه صورة المنافس الآخر، فكما تملك أنت ماكنة إعلامية، خصمك أو منافسك لديه نفس القدرة أو اكبر أو أقل في الرد عليك، وإذا أردت أن تتصدى لقول الحقيقة، فعليك أن تتريث قبل أطلاق الخبر، واحذر من الخبر الكاذب ومن نتائجه العكسية.
كلمة “كلهم حرامية ” من صنعها وطورها وفعلها في الشارع العراقي، حتى أصبحت وكأنها حقيقة لاتقبل النقاش!؟
أعتقد أن الإعلام الكاذب والمعادي، هو السبب في بث السموم بين أبناء الشعب، لاسيما قبيل قرب الإنتخابات، ضنا منهم أنهم يوقفون صوت أو إرادة الشعب، وأكثر مايتعرض للهجمة التسقيطية الشرسة في المرحلة القادمة، هم أصحاب الإتجاه السليم.
اعتقد أن وجود الأشخاص أو التيارات الوطنية الصادقة، بين الكم الكبير والغفير من التيارات والكيانات والتحالفات مختلفة العناوين، هو صمام أمان للعملية السياسية وللوطن، وهذا مايزعج النفعيين واصحاب المصالح الشخصية والفؤية، يسعى الأعلام المنافس أو المعادي أن يرسخ شعار “كلها حرامية ” ضد خصمه أو منافسه، وهنا تكمن الخطورة، ويجب الإستعداد لمواجهة هكذا أنحرافات، بعيدة كل البعد عن روح الديمقراطية والتنافس الشريف، وترسيخ فكرة التنافس الشريف، بين أبناء البلد الواحد ومحاربة الدعاية المغرضة والكاذبة.