ليس العنوان اعلاه بتعبيرٍ مجازيٍ او انشائيّ , وهو عنوانٌ غير مصابٍ بالتضخّم , بل انه فعلياً مرتبط بعلاقةٍ صميميّةٍ ” وغير حميميّة ” بتأثيرِ ومفعول الصواريخ , وبالكمية التي تحملها من المواد التفجيرية , بالأضافةِ الى المساحة التدميرية التي يطالها الصاروخ .
إستوقفتني ” امس الأول ” كلمةٌ او عبارةٌ نطقَتها فتاة عراقيةٌ من النازحات الى كردستان بعد تعرّض الحي السكني الذي يقطنوه الى القصف الصاروخي المدمّر من الطائرات المقاتلة , إذ قالت : < الآن فقط عرفتُ قيمة الصاروخ .! وسنعود الى منزلنا وليصيبنا صاروخ , فالموت اهون من هذا الذل والمعاناة التي نعيشها كنازحين > .!!
كلّنا نسمع ونشاهد في مختلف القنوات الفضائية الحالة المزرية والبائسة التي تعايشها العوائل النازحة والهاربة من بيوتها جرّاء القصف الجوي والمدفعي للمناطق السكنية وفي مدنٍ عدّة , وقد غمرت مياه الأمطار مؤخرا هذه الخيم والبيوت المصطنعة التي سقوفها مشيّدة من سعف النخيل , ونشاهد ايضا تلكنّ النازحات وهنّ يحملن على رؤوسهنّ قدور الماء , وهذه اقصى المقوّمات الحياتية التي يمتلكوها .! ماذا جرى لهذا البلد ؟ وهذه الحكومة ؟ وهذا الشعب برمّته .!؟ هل انفقدت روح المواطنة أم تلاشت الأنسانية من العقولِ قبل القلوب .!؟
لو كانت لدينا حكومة وطنية لبادرت منذ بداية ” الأزمة ” على نقل هؤلاء الآلاف المؤلّفة من النازحين بالطائراتِ والمروحيات والحافلات وجلبهم الى العاصمة وتوزيعهم على كافة المحافظات < بشكلٍ مؤقت حتى تنتهي عمليات القصف التي يبدو انها لاتنتهي في المدى المنظور على الأقل > , وكان يجب ويتوجّب على هذه الحكومة إسكانَ وتوزيع جموع النازحين < بشكلٍ مؤقت > في كافة الأمكنة المتاحة بدءاً من جميع فنادق المحافظات , والنوادي الأجتماعية والصالات والقاعات الرسمية والأهلية ومعسكرات الجيش وما الى ذلك حتى يتسنّى تهيئة ” كارافانات ” مناسبة تتوفر فيها المستلزمات الحياتية وذلك بالتنسيق مع المنظمات الأنسانية والصليب الأحمر وكذلك الهلال الأحمر الأقليمي وليس المحلي .! والى ذلك فأنّ منحة ” المليون دينار ” المسرفة في التواضع .!! والتي لم تتسلّمها اعدادٌ غفيرةٌ من النازحين لغاية الآن , هذه المنحة التي كشفت مصادرٌ اخباريةٌ عدّه أنّ اللجنة المكلفة بتسليمها الى النازحين قد تحوّلت ” بقدرةِ قادر ” الى مافيا استخدمت القتل ومشتقاته .! في سرقة اموالها , وكان ينبغي إستئصال تلك اللجنة وتحويلها الى وزارةٍ مؤقته تعمل بصلاحياتٍ فورية للمعالجة الأولية لمعضلة وأزمة النازحين والتي هي ازمة تفوقُ في اهميتها للأزمة مع داعش , إذ هي من اولى متطلّبات ترصين الجبهة الداخلية …