18 ديسمبر، 2024 11:22 م

كلمة فسادْ .. تحطيم بالآبادْ!

كلمة فسادْ .. تحطيم بالآبادْ!

في سلسلة : كتابات عبقرية ، سلسلة سور النثر العظيم ، سلسلة هملايا النثر، سلسلة ، مقالات الشبح، سلسلة سلوا  مقالتي ، سلسلة المزدوج الإبداعي ، سلسلة لمن ترفع القبعات، سلسلة من الصميم الى الصميم ، سلسلة حصان  طروادة النثر ، سلسلة لاطلاسم بعد اليوم ، سلسلة راجحات العقول، سلسلة طار ذكره في الآفاق ، سلسلة مالم تخبرك به العقول، سلسلة كلام شعري، سلسلة مقالات التفكير العميق، سلسلة كريمات المقالات،سلسلة قاهرات الأقلام، سلسلة ساخرات هادفات، سلسلة 00 الخ

بقلم رحيم الشاهر- عضو اتحاد أدباء ادباء()  العراق

انا  اكتب، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر)  ()

من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)

مقالتي حمالة النثر  القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)

الكتابة كرامتي من الله تعالى، فكيف لااجود بنفعها؟!(مقولة الشاهر)

انا من كنتس ، بيد انهم لايفقهون( مقولة الشاهر)

الفساد أكثر كلمة جرى ذكرها في عصرنا الحاضر ، وجرى إرهاقها فلم ترهق ، حتى ظننتُ والعياذ بالله اننا سنفسد جميعا من شؤم هذه الكلمة ، فهي حقا شتيمة العصر ، يتقاذفها الإعلام تقاذف تقاذف الأيام في مصائب الكرام!، وقد نالت كلمة فساد في رحلة حياتها الحافلة ، بالرغم من جميع الكلمات الأخرى شهرة مميزة ، كأني بها صارت تتبختر على باقي كلمات زماننا هذا في معجم المفارقات الصاخب ، كلمة فساد تعيش عصرها الذهبي ، كل العقول والألسن ، والصحف ، والقنوات مشغولة بترديدها ، تركت المعجم ، وصارت تلعب على السن الناس كيف تشاء،   تراها في المقهى ، مثل الملعقة في (استكان) الشاي ، يقولها لسان هذا ، وتتلقفها أذن ذلك ، تراها في الصحيفة مثل البومة النكراء ، وقد مدت نحوك عنقها لتحدق في عينيك بوجه هلامي مشؤوم ، تراها وتسمعها في عشرات القنوات ، ثم عبرت الدول والقارات ، فهذا رئيس دولة متطورة جدا ، يقول كافحوا فايروس الفساد ، فإني اشعر في بدني بوهن الفسادْ، وصفير الجرادْ ، فهل ضبطتم أموركم من هذا الفايروس الطائر ؟ وصار كل  من تقرصه بقة ، او تطن بإذنه ذبابة ، يصيح: فساد 00 فساد ، فوقك فساد ، تحتك فساد ، وعن يمينك ، وعن شمالك فساد ، فأين تفر العباد!

كلمة فساد في ذهنية حاضرنا هذا تذكرنا بكلمة (مؤامرة) التي ورثناها من سلاطيننا وتاريخنا الغابرالاغبر، فكلما نام السلطان حلم ان مؤامرة المت به ، ومتآمرين أحاطوا بقصره ، وهكذا ازدهرت كلمة (مؤامرة) ، فدخلت كنتس من اوسع ابوابه لتكون حاضرة زمانها انذاك ، ثم تقدمت بعدها كلمة فساد اليوم ، لتصبح اكثر شيوعا من كل كلمات المعجم ، ولتأخذ محلها واضحا في كنتس الكلمات، فهي تزيد برصيد ذكرها على الألسن ، وفي السطور اقول تزيد على نصيب كلمة مؤامرة ، بسبعين ألف مرة سنويا ، فهل كانت هذه الكلمة ، محظوظة لتكتسب كل هذه الشهرة؟ بينما تجد اليوم عشرات بل مئات العباقرة ، لاتذكرهم الألسن ، ولا تكتبهم السطور ، ولا تلتقطهم الكلمات ، فترميهم على المسامع، انه زمن همش الرجالات ، وعظم الكلمات ، انها تحولت الى مفردة هوس ، وربما انتقلت الى باريس لتعمل هنالك وشوشة ، انها تطيح بالآباد ، فمن يمسك بها ويعيدها الى قعر المعجم ، ويأتينا بكلمة صلاح ؟!، نعوذ بالله لو أنجبت هذه اللفظة بنتا مثلها ، لألغيت كنتس الى الابد!

10/3/ 2019