قد يتفاجأ البعض من موقفي الذي سأشرحه في هذا المقال، لكوني معروف عني انتقادي الشديد للطبقة السياسية الحاكمة وعلى وجه الخصوص مجلس النواب العراقي الذي بدلاً من أن يصبح ممثلاً للشعب أصبح وللأسف خصماً له.
فاليوم، يخوض المرشحون سباقهم الانتخابي، ومن بينهم نواب حاليون ووجوه جديدة كثيرة، والنظرة السائدة حالياً للمرشحين هي أنهم (لن يقدموا شيئاً للشعب) ، هذا هو رأي الشارع العراقي بغالبية المرشحين، وهذا رأيي أيضاً بسبب حالة الإحباط التي تراكمت لدينا من البرلمانات السابقة وكتلها الحزبية، ولكن….، هل هناك حالات استثنائية من بين هذه الوجوه التي ستغزو صورها شوارع المدن العراقية؟! هل هناك من يستحق ان ندلي بأصواتنا له ليمثلنا في البرلمان؟ ومن بين المرشحات النساء هل توجد امرأة تستطيع اشهار سيف السلطة الرقابية في وجه الفاسدين؟ وهل ننتظر من إحدى النائبات ان تمارس دوراً خدمياً وتخاطب الدوائر البلدية وتنتزع منها حق الناس في تبليط شوارعهم وتأهيل مناطقهم التي تتجاهلها الدولة وكأنها غير موجودة على خارطة العراق؟!
هنا أريد قول الحق حتى لو اتهمني البعض بالانحياز، لاتهمني آراء الأشخاص السطحيين بقدر ما تهمني مصلحة الناس الفقراء في عراقنا المنكوب والمبتلى بآفة الفساد، واليوم اتكلم عن النائبة عالية نصيف التي ما إن تكتب اسمها في الغوغل وتضغط على كلمة (بحث) حتى تظهر لك مئات النتائج المتضمنة بياناتها وتصريحاتها التي تكشف من خلالها عن سرقات الفاسدين في مختلف الوزارات، وأحيانا تكشف اسماء الفاسدين علناً، فيما تضطر في بعض البيانات الى الاستعاضة عن اسمائهم بالحروف الاولى فقط خوفاً من قيامهم بمقاضاتها، فالنائب في (عراق الحريات) لايستطيع التصادم مع مافيات الفساد! أما الشخص العادي فإذا تجرأ على التظاهر في الشوارع فسيجد الرصاص الحي والقنابل الدخانية بانتظاره.
عالية نصيف شخصية مثيرة للجدل، خصومها كثيرون، وعلى امتداد السنوات التي تواجدت فيها تحت قبة البرلمان تعرضت الى حملات تسقيط شرسة، فهؤلاء الخصوم يمتلكون المال الذي نهبوه من هذا الشعب المغلوب على أمره، وعندما يتوفر المال تتوفر إمكانية استخدام الذباب الالكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي لتسقيط عالية نصيف وتشويه سمعة كل من يتجرأ على فضح سراق المال العام.
ورغم المئات من حملات التسقيط والتشويه، لم تنكسر بنت الكاظمية، هذه السيدة العنيدة تذكرنا بأمهاتنا في الزمن الصعب عندما كانت الأم العراقية تتحدى ضغط الحروب والحصار والفقر، وتصنع من حزنا أملاً لأبنائها.
عالية نصيف ليست من بين النواب الذين لم يقدموا شيئاً، بل على العكس من ذلك، لقد قدمت الكثير، سواء على صعيد حربها ضد الفساد أو على الصعيد الخدمي، فهناك مناطق في جانب الكرخ لم تسمع بأسمائها أمانة بغداد ولا الدوائر البلدية، خاضت هذه السيدة حرباً من أجل تبليطها وتأهيلها وإيصال الخدمات إليها، وأهالي تلك المناطق على دراية تامة بأن هذه النائبة هي التي حاربت من أجلهم، وإحدى سكان تلك المناطق هي من أقربائي وحدثتني عن انجازات عالية نصيف في منطقتهم التي كانت حتى وقت قريب بائسة وتفتقر لأبسط الخدمات وفي الشتاء كانت تتحول الى مستنقع للمياه الآسنة.
وبالمناسبة، هذه الإنجازات ليست منةً أو فضلاً من النائبة نصيف، بل هذا واجبها الطبيعي، ولكن، كم عدد النواب الذين أدّوا واجباتهم تجاه شعبهم؟! خمسة؟ عشرة؟ عشرون نائباً؟! اترك الجواب لكم.
وفي الختام، أؤكد لكم بأن كلامي هذا ليس ترويجاً ولا دعاية انتخابية لها، لكني في خضم السباق الذي أشاهده وأسمع أخباره، أردتُ أن أقول قولاً منصفاً بحق هذه السيدة العراقية القوية، خصوصاً وأن هناك أنباء وردت عن قيام أحد مرشحي الدائرة الحادية عشرة، وهو المرشح (ح.خ) بشراء البطاقات الانتخابية من بعض ضعاف النفوس، وهي الدائرة الانتخابية التي ترشحت عنها عالية نصيف، فلابد من تنبيه الناس الى حقيقة ما يحصل، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح.