بعيدا عن جلد الذات وبعيدا عن تسطير الجمل والتنظير وانتقاء العبارات ,
وقبل الولوج في موضوع الساعة أطرح اليوم سؤالا لجميع القراء والمتابعين للشأن الفلسطيني:
هل أن القضية الفلسطينية ِهي شأن عربي أم إسلامي أم عالمي,ومن هو اشد ملامة وأشد تأثيرا في المواقف من تلك القضية التي مضى عليها زهاء ثمانين عاما دون اي بارقة حل؟
وسأترك الإجابة عن ذلك لكم لتناوله لاحقا في مقال منفصل.
واسجل اليوم هنا موقفي و وجهة نظري المتواضعة لما شهدناه في الأيام المنصرمة وما نشهده من تصعيد خطير وخرق إسرائيلي لسلام هش صنعته قيادات ودول لا علاقة لها البتة بالشعب الفلسطيني وقضيته المصيرية ومعاناته وتضحياته من عدو مغتصب صلف لا يعترف بكل العهود والمواثيق والعقود وهي (كلمة حق من محب لكم قد تقلقكم وتزعجهم)!.
وكان هدفهم الاول من ابرامها الإبقاء على مناصبهم والاسترزاق من تلك القضية أطول فترة ممكنة أعني بهم (أغلب تلك الأحزاب وقيادات الداخل الفلسطيني ) , وكذلك الترويج له والتطبيل من بعض الدول والهرولة خلف الادارة الامريكية لكسب ودها والتي نصبت نفسها زورا وبهتانا بأنها راعية السلام دون ان تحقق للفلسطينيين والعرب الحد الادنى من السلام بل ان يدها ملوثة بالإرهاب والآثام في مشارق الارض ومغاربها .
ولأن خطة حل الدولتين التي صدعوا رؤوسنا بها خالية من الالتزامات الحقيقية وخالية من المتابعة والمساءلة والحساب بل حتى انها لا تتضمن أي جدول زمني ولا حتى لترسيم الحدود ولا الاعتراف بسيادة واستقلال الطرف الأضعف ,ولا تتضمن اعترافا صريحا بحقوق الشعب الفلسطيني في العيش في ارضه بسلام مكفول بل هي أشبه بمنحة او منة من عدو متغطرس وأصبحت في حكم اللاغية الميتة سريريا على واقع الأرض بعد الاعتداء الصهيوني الصارخ ! لذا فإن ذلك العدو هو في حل منها عندما تتعلق بالحق الفلسطيني ببسط سيادته , ويعترف بها ذلك العدو على هشاشتها عندما تصب في مصلحته ويضربها متى يشاء عرض الحائط ويتجاهل المجتمع الدولي وقراراته, وهو يتحين أوقات الضعف والتراخي الإقليمي والدولي ليفرض إرادته باستخدام القوة المفرطة والعنف وصولا الى حد ارتكاب الجرائم والإرهاب لإرضاخ الجميع لنزواته كلما اقتربت فيه الانتخابات لتغطية الفضائح والانتهاكات ,علما ان ذلك العدو ومنذ احتلاله للأرض العربية فهو متحصن خلف القرارات الأممية المنحازة له بالكامل وبحماية أورو أمريكية .
وسط هذا المشهد المعقد وقع الشعب الفلسطيني ضحية وأسيرا لأقذر مؤامرة دولية تحاك ضده بعد ان تم تكبيل معظم قيادات الدول العربية والإسلامية بعد الهزائم المتلاحقة باتفاقيات سلام او تطبيع مع ذلك العدو ولم يعد يؤمل منهم اكثرمن صدور بيانات ادانة واستنكار داخلية حفظا لماء الوجه واتقاء غضب شعوبهم والتي تغلي حنقا على ما يصيب اسمى مقدساتها من اعتداء وتدنيس ,حيث لا تملك تلك الدول التي انزلقت خلف الزيف الامريكي اي خيار آخر بعد ,بل تم تكبيلها ومنعها من التصويت حتى داخل اروقة مجلس الامن و منبر الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان بالإدانة الصريحة لانتهاكات ذلك العدو.
ومع تعاطفي الشديد مع نضال شعبنا الفلسطيني وحق المقاومة وردع ودرء العدوان لكني بالضد لكل من يتصدى و يثبط من عزيمة الابطال المرابطين في الثغور هنالك, فالواجب الشرعي والاخلاقي يحتم مناصرة المظلوم بالروح والمال وبالكلمة المؤازرة له ,فإن تعذر فأولى مسك اللسان عنهم وعدم التحريض على استباحة دمهم حتى يقضي الله امرا كان مفعولا مع تجنب الانزلاق والتوريط والوصول لنقطة اللا رجعة.
كما يستوجب على العقلاء من اخوتنا الفلسطينيين التفكير مليا وإعادة الحسابات مع عدو لا يبأه حتى بأخلاقيات القتال وهو محصن بأعتى الاسلحة الفتاكة, فالحذر الحذر وعدم الانجرار خلف معركة غير متكافئة من حيث التعبئة والتجهيز فألف صاروخ تطلقونه صوب تل أبيب لا يحدث فيها ضررا مقابل غارة أو صاروخ صهيوني مدمر واحد يستهدف مساكن المدنيين والبنى التحتية لغزة .كما أخشى ان يمتد ويتوسع الصراع ويتخذ العدو الصهيوني سكوت وتعاطف الدول الكبرى وتكبيل المحيط العربي والإسلامي وتكرار سيناريو المظلومية من جراء صواريخ طائشة وتصريحات فارغة ذريعة ليشمل دك او اجتياح اراضي الضفة الغربية وجميع المدن الفلسطينية و لنشاهد تدميرا ممنهجا و تهجيرا قسريا ومخيمات تسد الأفق كما شهدناه قديما في مخيمات الزرقاء والبقعة وصبرا وشاتيلا, وحديثا في الموصل وحلب والفلوجة فالعدو واحد والمخطط واحد !!
ولا تغرنكم تصريحات رؤساء وقادة دول جوفاء تأتي من هنا وهناك لمناصرتكم فكلها للاستهلاك المحلي واقصى ما سيقومون به بعد الضغط الأمريكي هو تقديم مساعدات ومنح لإعمار ما دمرته الآلة العسكرية الصهيونية مع ملاحظة أنها ستمنح للطرفين مع البون الشاسع بالسر والعلن ! دون مبالاة لدماء الأبرياء .
فكم هي الأحزاب والفيالق التي تحمل اسم لفظ الجلالة وتحمل أسماء الأماكن المقدسة وهي تتدرب و تتجهز منذ عقود وها انتم شاهدتموهم كيف بلعوا ألسنتهم وإنزووا عن الأنظار!
كما لا يغرنكم تصريحات ومواقف لدول اسلامية اخرى واحزابها والتي تقيم علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني و استنكفت حتى عن استدعاء السفير الاسرائيلي وتسليمه مذكرة احتجاج على ذبحكم ودك مدنكم !
وثقوا فحتى نوعية السلاح الذي يزودونكم به هو من اردى انواع الاسلحة وهو عبارة عن خردة شحنوها لكم تحت مرأى و مسمع من العدو واجهزته الرقابية المتطورة ! بدل دفنها او قذفها في قاع البحار وهي لا تصلح لقتال متكافئ وسيرتد شظى نيرانها وبالا عليكم , وقد رأيتم ذلكم بأم أعينكم , فأين هي صواريخهم التدميرية العابرة للقارات وأين هي طائراتهم الحربية؟ أما كان من المفترض ان تساندكم حين العسرة وتجوب سماء تل ابيب ؟ام ان تلك الصواريخ والطائرات و الجيوش والمليشيات معدة لعدو قريب مرتقب؟