18 ديسمبر، 2024 10:06 م

كلمة تأبين بوفاة المرحوم الأستاذ صادق سليمان المفكر العربي الأسلامي وسفير سلطنة عمان السابق في واشنطن

كلمة تأبين بوفاة المرحوم الأستاذ صادق سليمان المفكر العربي الأسلامي وسفير سلطنة عمان السابق في واشنطن

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( من المؤمنيين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
أنني في الوقت الذي أعزي نفسي وعائلته الكريمة وجميع محبي المرحوم الراحل الأستاذ صادق سليمان .. هو الصديق المفكر العربي والأسلامي والفيلسوف وهو من فرسان مدرسة الأيمان بالعقل والعلم وليس بالوراثة والعاطفة السلبية.. أنه الأنسان الكنز والغني بالعلم والمعرفة والثقافة والفلسفة وعلم الأجتماع والتاريخ وصاحب النظرة السديدة في فهم الحياة بنظرته العميقة في كافة جوانبها قل نظيره وكان في الجانب الآخر قمة في الخلق والأدب الجم والتواضع والزهد بعيدآ عن كل غرور الدنيا المادية وأمراضها ..
أخي وأستاذي صادق رحمك الله عرفتك منذ بداية التسعينات وتعمقت المعرفة من خلال مركز الحوار الذي كانت يدك الكريمة من أوائل من عضد الأخ صبحي في بناء مركز الحوار وكذلك من خلال زيارتك الشخصية لي بمكتبة الحكمة وندواتها واللقاءات مع محبيك عند زياراتك الى منطقة العاصمة واشنطن.
أنه لوقت صعب وعصيب أن ترحل والأمة العربية والأسلامية في أحرج أوقاتها العصيبة من نكسات في كافة المجالات العلمية والسياسية والأقتصادية والأجتماعية والفكرية وأخلاقيات القيم والمبادئ …. وكأنها دقة أخرى في ناقوس الأنذار والخطر للشعوب العربية والأسلامية لكي تصحو وتفيق من سباتها, وفي الوقت الذي نرى جميع شعوب الأرض في تقدم … وهي مع الأسف أذا لم تقف محلها نرآها تسير الى الخلف أحيانآ.
أخونا وصديقنا المرحوم صادق رحمك الله .. أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وأنا على فراقك لملكومين ومحزونين .. ولكن ما يعزينا كونك أذ ترحل عنا بجسدك فأنت باقيآ فينا وعند المثقفين والأحرار والأصحاب المؤمنين في العقل ومدرسته مترسخ بضمائرنا وفكرنا وأن روحك الطاهرة ستبقى مظللة للجميع عبر مقالاتك وبحوثك ورسائك والذكريات الجميلة العطرة معنا في كافة مناحي الحياة وهي كالبحر يغترف منه لكتابة الكتب والبحوث المتنورة والتي ستبقى منارة مضيئة للأجيال نحو شاطئ الأمان والحقيقة وهنا أتمنى من الأستاذ صبحي غندور أن يجمع ما يستطيع من أفكار المرحوم عبر مقالآته وبحوثه في رحلته التاريخية الحافلة بالعطاء وينشرها ضمن كتاب وستجدني ومكتبة الحكمة رهن المساعدة في هذا المجال. وأغتنم هذه الفرصة بذكر بعض من أقوال المرحوم لا على سبيل الحصر والتكرار لما سبق. ومنها :
لا تخاصم الماضي وتراثه ولا الأديان وطقوسها .. ولكن عليك أن تعيش مع الأجتهاد الأنساني في عصرك وأن تساهم في تطويره ورقيه لا أن تكون نسخة من الماضي.
وله أيضآ الكفاءة والأمانة أساس بناء أي مجتمع سليم وصلب.
نعم لقد كنت بحق من النخبة التي نعتز ونفتخر بها في عصرنا الحاضر بنظرتك الثاقبة والعميقة للتاريخ والفلسفة وعلم الأجتماع وأخرجت لنا منها أندر وأنفس جواهرها بعد أن صغتها بأسلوبك المميز وروحك المعطاة نعم خسرناك اليوم وبالأمس القريب خسرنا المرحوم المفكر محمد شحرور وغيره ولكن لا زال في الساحة من يحمل مشاعل العقل والعدل والتنوير والفلسفة بالبحث عن الحقيقة ومنهم مركز الحوار ومن المفكرين لا على سبيل الحصر الباحث حسن فرحان المالكي والذي مع الأسف دولته لا تعرف قيمة الكنز الذي لديها. والمستشار عبده ماهر وآخرون من المغرب العربي وحتى مشرقه .. أتمنى من الأخ صبحي أن يضيفهم الى رصيده ويستضيفهم ويتحدث معهم وعنهم في المستقبل القريب لتبقى شعلة الفكر والمعرفة والفلسفة والبحث عن الحقيقة والعدل وهاجة ومنارة للأجيال والتي حملها المرحوم صادق سليمان قبل رحيله.
وشكرآ