23 ديسمبر، 2024 4:36 م

كلمة بحق داعش لابدّ وتقال

كلمة بحق داعش لابدّ وتقال

الكثير تطرّق في أكثر من مقال , كاتب السطور من بينهم , لمحاولة حلّ لغز “داعش” أي محاولة معرفة الجهات الصانعة أو المموّلة وعن أهدافها من وراءه , إذ لا يُوجد تنظيم في العالم استطاع تمويل ذاته بذاته خاصّةً بهذا الكمّ من الإعداد والتسليح والتدريب واستطاع حجز مقعدًا وسط إعلام مهيمن لم يستطع الاعلام السوفييتي نفسه ولا جميع المنظومة الاشتراكيّة اختراقه مع ما يمتلكون من إمكانيّات مادّيّة وجغرافيّة وتطوّر تقني يكفيهم قلب طاولة الإعلام الغربي لو أحسنوا اكتشاف “عناصر الجذب” خاصّة ًوفي روسيا أكبر تواجد إسلامي في العالم ,وحقّقوا أعظم انتصار بشري على الطبيعة بإيصالهم أوّل إنسان للفضاء الخارجي ذلك وحده كاف لاختراق قلوب شعوب العالم ..اليوم ,لم تستطع روسيا الغنيّة والقويّة دفع فضائيّتها الأشهر “روسيا اليوم” للمنافسة الفائقة ..أعزوه لمهارة الغرب الجبّارة في إدارة عنصر التشويق في مخاطبة شعوب العالم ما استغنى به عن البذخ في التمويل..ولو استطعنا تحليل قدرات الفلم الأميركي “رامبو” إنتاج السبعينيّات على سبيل المثال بتأثيره الكبير لغاية اليوم ,لم يجرؤ طالب دراسات إعلام عندنا بأطروحة عن تأثير الفلم على شعوب العالم رغم ما زال الفلم يُعرض في دول العالم محتفظًا بعنصر التشويق لدرجة احتسب ضمن من ساهم بإسقاط دولة السوفييت!.. فمن أين لداعش اختراق إعلام كهذا الّذي أسكت صوت “ثوّار العشائر” الفاعلون الحقيقيّون بإسقاط مدن الأنبار كالكرمة والفلّوجة وديالى ونصف الموصل والكثير من القرى والنواحي بغضون ثلاثة أشهر؟ وكيف انتقلت كل هذه المدن بسرعة البرق لتلصق بتنظيم داعش؟!.. من خلال جمع معلومات من معايشة لسلوك أفراد داعش جمعتها من الّذين احتكّوا بأفراد التنظيم أو من قلب الموصل باتّصالات هاتفيّة مع أقارب ,المظهر الخارجي لأفراد التنظيم “مستوفي الشروط” لكنّ السلوك مجافي للرحمة! تعاليم “نصّيّة” للشريعة بلا روح وكأنّها نقلت لتطبّق حرفيًّا لا لين فيها على الإطلاق, وكأنّ مشرّعهم آلة ميكانيكيّة يطبّق النصوص كما هي على لوح حروف التنضيد! وهذا وحده دلالة كافية <على تلقين يُحرص عليه من الاشتطاط خارج النصّ لا مراعاة فيها للظروف من الّتي فهمها عمر بمشورة من عليّ في عام المجاعة أوقف فيه عمل عقوبة قطع اليد>,
لا شكّ لو راعا التنظيم ذلك لانكشف أمره ولتفكّك بظرف أيّام قلائل, فعلى سبيل المثال تواجد داعش عند الحدود السوريّة العراقيّة ولغاية “المطعم الكردي” كما اطّلعت على ذلك عن قرب تتواجد بعده قوّات الجيش العراقي ولا وجود لفرد واحد من الحشد الشعبي! لا تبعد المسافة بين الجيش وداعش سوى مئة متر! يتبادلون الأحاديث والابتسامات وكأنّ هنالك “تفاههم” بانتظار أوامر! .. الأسئلة “للركّاب”من قبل داعش, هي اختبار ديني “فرز السنّي من الشيعي!” وعن النقاب و”ذبح الشيعي” إن عُثر عليه! وبكلّ ما لا يمكن أن يكون مسلم حقيقي يقف خلف هذا التنظيم , بل هنالك من هو حريص على تطبيق ظاهر “النصّ” لغايات غير إسلاميّة البتّة بل سياسيّة ..”قبل أيّام أحد المسافرين روى لي حادثة جرت عند نفس الحدود, منشأة ركّاب قدمت من سوريّا دخلت العراق دخل ركّابها “المطعم الكردي” ثمان نساء ورجل واحد , اقتيد الرجل معصوب العينين لجهة مجهولة أعيد بعدها بساعة ركب المنشأة وهو لا يتمالك نفسه, وعند ابتعادهم  ودخولهم المحيط العسكري الحكومي روى الرجل ما حدث له: “شممت رائحة زفرة كريهة استفسرت أين أنا أجابوني أنّت قرب جثّتين ذبحتا قبل ساعات!.. أحد أنسابي نقيب في ـ سوات ـ أصيب بجروح كادت تودي بحياته هو الناجي الوحيد من بين سريّة كاملة جنود وضبّاط قتلوا ,نجاته سببها ـ دولاب ـ سقط فوقه! هلك معهم سبعة عشر أسيرًا من داعش, روى لي ما حصل مباشرةً: فبعد دقائق انهالت علينا قذائف هاون لا حصر لها أبادت الجميع, هو لا زال يعرج  بعكّاز. معقّبًا: يخشا ما يخشاه داعش وقوع أسرى من أتباعهم عندها لا يتوانون قتلهم على الفور إن عصيت إعادتهم” ..ما يدفعني للقول داعش “تنظيم تحفيز” يستدعي التدخّل الخارجي: <لإعادة جميع ما احتلّه ثوّار العشائر والمسلّحون من المدن المنتفضة الستّ من قبل الحلفاء وإيران تحت إبط هذا التنظيم> , ما علينا سوى إعادة ذاكرة كلّ منّا إلى الوراء إلى ما حقّقه ثوّار العشائر عقب فضّ اعتصاماتهم بالقوّة سندرك أنّ هذا التنظيم الّذي فرّق التنظيمات السوريّة المعارضة! دخل العراق لأجل نفس الغرض بما فيها إعادة التواجد الأميركي في إلى العراق ـ نتذكّر قبل سنتين نيّتهم بالعودة للعراق! ـ, وذلك أيضًا يفسّر سبب إصدار المالكي أوامره بسحب قطعات الجيش من الموصل وببترك جميع المعدّات الثقيلة في أماكنها! هل لإيران يد في دفع المالكي لهذا؟..إنّه 11 سبتمبر حيك على مهل؟ شارك في تأسيس هذه المجموعة “الاسلاميّة” إيران دون أدنى شكّ ..فلا غرابة أن دخلت داعش الموصل دون قتال! المالكي سيتكلّم الحقيقية الّتي لا زالت تتمغّط في أدراج “لجان التحقيق” الديناصوريّة.. ما حصل من “وقف تقدّم الجيش” بذرائع شتّى أحرج أفواج الفيس بوك الناطقون باسم إيران, واستعصاء المدن على الجيش الإيراني فرصة لمفاوضات بين إيران وبين أميركا لمرحلة ما بعد داعش, أيّ فيما لو تمّ طرد ثوّار العشائر من المدن الّتي سقطت بأيديهم ..سبق للقاعدة وحقّقت لإيران تواجد سياسي كبير في العراق, نتذكّر القاعدة ,التنظيم يقوم بنفس الدور طماطه خيار لبن ونقاب ,وعلوچة.