الانسان الحكيم العليم هو الذي ينتقي الكلمة الصحيحة التي تتفق مع الزمان والمكان والحضور الملائمة لها ، اما اطلاق الكلام عبثا فهذا لا يقال عنه حكيم ، وفي نفس الوقت عندما نكون على ثقة تامة بان فلان لو قال لغير او لاحدث فعلا ما ولكنه لا يقول هنا كم هو عمق التفكير عند هذا الفلان الذي يتانى وينتقي كلمته المطلوبة .
الاوضاع في العراق هشة بمعنى الكلمة وللاسف الشديد الكثير يتاثر باي خبر كان كاذب او صادق والكل يعلم ان المرجعية تستطيع ان تؤثر بكلامها في الشارع العراقي لما لها من ثقل ومكانة في الشارع العراقي ولكن من يضمن بان كلام المرجعية سوف لا يؤول الى غير معناه او يفهم في غير مقصده وتترتب على ذلك اثارا سلبية تتهم المرجعية فيها خذوا مثلا كم شنعت الابواق وكثير من الجهات السياسية والاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي ان المرجعية هي من نصبت عادل عبد المهدي وهاهو الرجل اليوم يعترف من نصبه ، فالجم افواه المتقولين .
المرجعية حثت كثيرا على المشاركة في الانتخابات ولم تحدد كتلة معينة بل حددت الصفات من نزاهة وامانة واخلاص والنتيجة بعدما خاب ظن الشارع بمن انتخبوه اتهموا المرجعية بانها هي من جعلت الشارع العراقي ينتخب هذه الجهة او تلك .
انتخاباتنا طائفية قومية بامتياز ، في الانتخابات الاخيرة اكدت المرجعية على المشاركة ولكن لخيبة ظن الشعب بالسياسيين لم يشاركوا فهل المرجعية لا تعلم بماهية الكتل؟ ، ولكن النتيجة اشترك الاغلب ممن لم يقلد السيد السيستاني فاصبح تشكيل الحكومة من قبل الاغلبية التي اغلبها لا تتبع المرجعية وهي الان من حقها ان تغير الحكومة والامر مرهون لها .
وصلت الامور الى ما حذرت منه المرجعية بان المظاهرات التي ان خفت اليوم ستثور غدا ان لم تتخذ الحكومة الاصلاحات المطلوبة ، ولم تتخذ بل تمادت في غيها ، وثارت المظاهرات فان ارادوا المتظاهرون ان يضمنوا حقوقهم فعليهم مراجعة خطب الجمعة التي كانت تؤكد على الخلل السياسي والظلم القانوني حتى تكون طلباتهم مؤثرة وباقية على المدى البعيد وليس طلب تعيين او الغاء راتب او طرد حزب هي الحلول فانها ترقيعية ، ويجب ان يكون هنالك قانوني خبير في متابعة قرارات البرلمان التي قد تخدع المتظاهرين بانها تحقق مطالبهم مثلا حل مجالس المحافظات بدلا من الغاء انتخابها وتشكيلها لان الاول خدعة فمجالس المحافظات هي اصلا تعمل وفق ترخيص برلماني لانها انتهت مدتها وقريبا سينتخب غيرها لذا المطالبة بالغائها والغاء قانون انتخابها هو الاصح .
عندما لا يلتفت السياسي لنصائح المرجعية ولا يلتفت المواطن كذلك بل في بعض الاحيان يطالب المرجعية ان تتدخل وتقول كذا وكذا ، ولو تابع خطب المرجعية خلال تلك السنوات لتاكد بانها شخصت واعطت الحلول ولكن لا حياة لمن تنادي ، وعندما قالت بح صوتنا ، لمن هذا الخطاب اليس للسياسيين .
وكذلك الخطب المهمة التي وجهت للشعب بضرورة اصلاح الحال والاعتماد على النفس والابتعاد عن كل ما لا يرضي الله والعيش بالامل والعمل بالمتاح والتذكير بوصايا الائمة لشيعتهم حتى نستطيع ان نتجاوز المحنة ولكن للاسف لم تكن الاستجابة هي المطلوبة بدليل هذا الحال الذي نحن عليه وقد قالتها المرجعية بانها مع الشعب فيا ايها الشعب احسن الاختيار والسلمية وستجد معك المرجعية
ويبقى اسفنا على الذين يطالبون المرجعية بامور سبق لها وان قالتها هذا اولا وثانيا لماذا تلجاون الى المرجعية عند المحنة فقط ؟ وثالثا اذا كنتم تعلمون بمكانة المرجعية فليس من الصحيح الاملاء عليها .