منذُ وقتٍ ليسَ ببعيدٍ كثيراً , كتبتُ عن ضرورة توقّف وسائل الإعلام المحلية وكذلك وسائل التواصل الإجتماعي في استخدام مفردة < مكونات > لشرائح المجتمع العراقي , فبالرغم أنّ هذه المفردة لم تكن مطروحة ولا مستخدمة طوال مراحل الدولة العراقية ومنذ تأسيسها , ولم يجلبوها الأمريكان داخل دباباتهم ! , إنّما جاؤوا بها القادمون من خلف الحدود , وتحكّموا بالسلطةِ دونما حدود , وأملوا وفرضوا استخدامها ونشرها في الإعلام بهدف زرع التجزئة والفتنة كما معروف .
< المكوناتُ > هذه والتي كنّا نقرأها على اغلفة الأدوية عن العناصر والمواد الكيميائية التي تتكون او يتشكلّ منها الدواء وبنسبٍ محددة , وكذلك في استخداماتٍ فنية اخرى حول بعض المواد الغذائية المعلبة او سواها .. لكنّ المسألة هنا لا تتمحور حول ما كتبنا او نكتبه , فيبدو أنّ عدوى ” مكونات ” قد استفحلت وغدت تنتشر الى قنواتٍ فضائية عربيةٍ معتبرة ” كقناة العربية , والعربية الحدث ” , ففي معرض احاديثهم ومحاوراتهم مع رموزٍ من قوى المعارضة السورية , حول تشكيل اللجنة الدستورية من قبل الأمم المتحدة بين اعضاء من فصائل المعارضة والحكومة السورية , فترددت ولمراتٍ عدة اسئلة بعض الفضائيات عن ” مكونات ” تلك القوى .! , لكنها لم تكن كما في العراق حول المذهب والعِرق والطائفة وما الى ذلك , بل كانت الأسئلة المطروحة تتعلّق بالإنتماءات السياسية وتنوّعها والأرتباط بأحزابٍ ما وكذلك المستقلين .! , وكان ذلك بمقبوليةٍ لا اعتراض عليها .
نسألُ هنا مَنْ ذا الذي إختارَ مذهبه او طائفته او عِرقه مسبقاً .! ولماذا ينبغي أن يتعارض ويتناقض ذلك مع الروح الوطنية والنسيج الأجتماعي للبلاد .؟