تلمس جماهيرنا فيما تلمس , أن كلّما اشتدّت واحتّدت الخلافات السياسية بين الأحزاب المتشاركة في كعكة السلطة والوزارة والحكم , وعلى العلنِ وعلى شاشاتِ القنواتِ الفضائية , فعلى الفورِ يتردّى الوضع الأمني وتسود حالة الرعب وتتعالى اصوات التفجيرات , فترتفع اعداد الشهداء والجرحى وهذا اوّلاً , أمّا ثانياً , وتزامناً وكأنه تضامناً . ! فتشهد الجماهير المسكينة انقطاعاً اطول في ساعات زيارة الكهرباء الوطنية . !
أمّا ال < كلّما > الثانية , ففي كلّ شهرٍ تقريباً , وما أنْ تدنو الأيام في الأقترابِ من نهاية الشهر , او اليوم الأخير منه على وجه التحديد , وهو اليوم المخصّص لدفع اجور الأشتراكات في المولّدات الأهلية , فنلحظ ايضاً ارتفاعاً في عدد ساعات قطع الكهرباء الوطنية , وهذا بالطبع < اذا لم يكن مصادفة شهرية منتظمة .! > فأنه لا معنىً له سوى منح الشرعية المفترضة لأصحاب المولدّات لرفع وزيادة اجور الأشتراكات .!
إننا هنا لا نمتلك دليلاً ملموساً < ومثل هذه الأدلة لا يمكن لمسها او ملامستها > تتسدّد بموجبه اصابع الأتهام العشرة ضد ” الجهة ” التي تقف وراءَ او أمامَ التلاعب بتقليص عدد ساعات الكهرباء الوطنية , لكنه لا تخالجننا ظنونٌ أنّ ” الجنّ ” هم من يقفون وراء ذلك وغير ذلك , كما من الحقّ الشرعي والدنيوي لأيّ مواطنٍ ان يفترض ” بينه وبين نفسه فقط ” مَنْ هي الجهة المعنية بذلك . !