المالكي على خطى صدام وعدي ولويس السادس عشر
من دون قانون طوارئ واسع الصلاحيات تعسف ضد مناوئيه مضببا الرأي العام بشأنهم وإنطوت صفحتهم سواء ابرياء ام مجرمين فكيف اذا جاء بقانون!؟
محمد العمشاني
نص قانون “الدفاع عن السلامة الوطنية” المرسل من حكومة نوري المالكي، الى مجلس النواب، في التوقيت الحرج.. قبل ان يقفل ابوابه، استعدادا للإنتخابات.
المجلس تسلم مسودة مشروع القانون، يوم الاربعاء 2 نيسان الجاري، مانحا رئيس مجلس الوزراء صلاحيات واسعة في اعلان حالة الطوارئ.
لا يدرك من كتب فقرات هذا القانون، كم يخشى العراقيون الصلاحيات المفتوحة؛ بعد ان استولى الطاغية المقبور صدام حسين، على إرادة الشعب، حتى قالها من دون ان يحسب لهم شأنا: “إذا قال صدام قال العراق”.
نسجا على منوال أبيه.. إيفان الفظيع، صادر عدي صدام حسين، صلاحيات الهيئة العامة، في نقابة الصحفيين العراقيين.. نقيبا، يجمعها في شخصه، واية “تحشيشة” تعد متخذة بإرادة الهيئة.
سبقهما بقولها لويس السادس عشر: “أنا الدولة” فجر على فرنسا الويلات، مثلما جر عدي وابوه على العراق ويلات جارية لا تنقطع؛ فكلما دخلت امة لعنت اختها إقتداءً.
قراءة فقرات “مسودة المشروع” التي سأوالي نشرها تباعا، تدل على ان رئيس الوزراء، فرح بسقوط صدام؛ لأن الامر آل إليه وليس لأن الشعب العراقي تحرر من الديكتاتورية.
فالتوقيت قبل الانتخابات بثمانية وعشرين يوما، يدل على انه يحتاج القانون، لبسط طغيانه، على نظرائه السياسيين، وتصفية حساباته مع من يفكر.. مجرد تفكير بألا ينتخبه.
سعة الصلاحيات، في تطبيق “قانون الطوارئ” يعد إطلاقا ليده، في البطش باعدائه الشخصيين، الذين هم ليسوا اعداءً للعراق بالضرورة.
انه من دون قانون طوارئ واسع الصلاحيات، انتهج وسائل شديدة التعسف، ضد مناوئيه؛ حتى تضبب الرأي العام، بشأن شخصيات طوردت، وانطوت صفحتها، من دون ان نحدد، إن كانوا ابرياء ام مجرمين، فكيف إذا أقر له قانون، يشرعن التهم التي يلفقها لمن يخالفه الرأي.
تأكد تفرد المالكي؛ خارجا على نصوص الدستور، حتى لمواليه، ويريد الآن ان يمنح نفسه سلطات فائضة، خارج نطاق الدستور؛ تعيث من خلاله الحكومة فسادا على فساد في وطن زكمت رائحته، انوف ابنائه.
هذا الطلب في هذا التوقيت، يشير الى ان نوري المالكي لا يريد سلطة جغرافية اوسع من سياج “المنطقة الخضراء” يتحكم منها “جماعته” بثروات البلد، وهو يغطي عليهم.
انه يبغي سلطة مطلقة قائمة على قوانين جائرة، توطد دعائم جبروته، يصفي من خلالها أعدائه الشخصيين، مطليا عليهم صفة “اعداء الوطن” كما لو كان هو الدولة، على حد قول لويس، وفِعل عدي وابيه.