19 فبراير، 2025 12:02 م

كلما تطور الإعلام فقد مصداقيته

كلما تطور الإعلام فقد مصداقيته

يجمع الناس على تطور الإتصال و الإعلام وإلى الوصول لذروته حتى أصبح المجتمع مولع به و مخدر،و لا يعيش إلا بما يسمعه و يراه من تناقضات و متضادات في التصريحات و التوجيهات و كشف المستور لنوايا بعض الوسائل المسموعة و المرئية و التواصل بأنواعه. هل مزال المجتمع يصدق المشبوه وما كان مسيطرا عليها من طرف ذوي النفوذ لتنفيذ مشروعهم حتى ما بعد السابع أكتوبر 2023 ؟ أم وسائل التواصل المضادة كشفت المؤامرة نوعا ما و تفطنت الشعوب للواقع المرير المفبرك من أجل تخويفهم و سلب خيراتهم ؟.
أسئلة كثيرة مطروحة على الضمير البشري في هذه الأونة، هل إعلامنا هو النافذة التي نرى منها سبيل النجاة ؟ أم هو بوق هلاك الشعوب و دفعهم لتدمير البعض بالبعض؟ أم مثلها كمثل إبليس لما قال للإنسان دعوتك فأستجبت؟ أم هو المصدر الذي نحلل منه اليقين و يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود؟ أم هو شبح للشعوب المغفلة من أجل تخذيرها بكل ما يجعلها عبيد له؟. من خلال ما وصلت إليه الأحداث في المعمورة حاليا توضع فكرة المخطط الذي تم إعداده لتوجيه الشعوب حسب مصلحة القوي بواسطة الإعلام لذلك الهدف، فحقيقة ضمير الإعلاميين الطاهرين لا تستطيع أن تبرز أمام زخم الأبواق الصاخبة في كل اتجاه و في أي مكان إلا القليل من المخلصين للمهنة.
هل في عالم اليوم لم يبق في هذا الحقل إلا ما رحم ربي ؟ أم طغى عليه الجانب المادي حتى انقلبت الأبصار و العقول؟ و لعل ما نراه من تزييف و بهتان و طمس الحقيقة و تلفيق في غزة مثال يعكس ما هو مسلط على الضمير و المهنة الشريفة للإعلام و أهله. فصحوة ضمير المجتمعات لما يخدمها بنفسها، تولد حاجز أمام الأكاذيب و تكشف المؤامرات المدسوسة ضده ومن حوله. من خلال وطنيين مخلصين لوطنهم و مهنتهم النبيلة.