البشرية تعيش زمنا تواصليا إعلاميا فيه معظم الكلمات مدفوعة الأجر , لتمرير الأضاليل والخداعات اللازمة للوصول إلى مآرب خفية , يتم دفع المجتمعات إليها بإرادتها بعد تصنيع الآراء المتوافقة مع الهدف.
فمنصات التواصل بأنواعها معظمها مدفوعة الثمن , فلا يوجد موقع أو جريدة أو إذاعة أو محطة تلفازية دون مَن يمولها للتعبير عن رؤيته وما يهدف إليه , فالقول بوجود إعلام حر إدعاء فيه نظر , والدليل أن الأقلام الحرة تحاصَر وتُبعَد عن الأنظار وتمنع من الإنتشار , فالساحة لللاعبين بعقول الناس والمصنعين لآرائهم , وفقا لإرادة القوة والإستعباد الذي إتخذ آليات معاصرة متطورة ما عهدتها البشرية من قبل.
وفي واقع الأمة , لا يمكن القول بوجود إعلام حقيقي , وإنما منصات أقاويل وتهاويل وكأننا في ميادين المناوشات الإنفعالية والتصارعات العاطفية , فالعقل معطل وممنوع من الصرف.
لو في دول الأمة إعلام مؤمن بالإرادة الوطنية والتطلعات الإنسانية , لما وصلت أحوال مجتمعاتها إلى ما هي عليه من تداعيات وتبعيات , وعدم القدرة على تأمين التكامل والتكافل وتنمية الإقتدار اللازم للعزة والسيادة والكرامة الإنسانية
ولوجدنا للإنسان حقوقه وقيمته ودوره المساهم في البناء والتقدم والرقاء.
الإعلام في واقع دول الأمة بحاجة إلى ثورة تقتلع جذوره , وتنتقل به إلى ميادين العصر التي عليه أن يكون قائدها بما يخدم الأمة والأجيال المتوافدة إلى سوحها.
إعلامنا إظلام بالمقارنة بإعلام المجتمعات المتقدمة , رغم ما يعتريه من سلبيات , لكنه يتوصل إلى الحقيقة , ويسلط الأضواء على الهدف من جميع الزوايا وبحرية مصانة قانونيا.
وعلى إعلام الأمة أن يكون إبن عصره ويمثل إرادة الإنسان وما يعتريه , لا أن يكون بوقا للكراسي , ولسان حال للجور والفساد والذل والإمتهان .
فهل سيكون عندنا إعلام؟!!
و” لا تكن عبد غيرك , وقد جعلك الله حرا”!!