23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

كلمات في وداع عم الكرد مام جلال الطالباني

كلمات في وداع عم الكرد مام جلال الطالباني

كل شعب مناضل في التاريخ من اجل حريته واستقلاله ضد الاستعمار والمغتصبين، لديه قائد او قادة يسطرون تاريخ نضالهم. والكرد بالامس فقد احد اهم قادته مام جلال رحمه الله، فبغض النظر عن الاختلاف معه في الفكر او التوجه، انه مجدد الثورة الجديدة بعد نكسة الكرد في 1975 ومشعل الامل والنهضة بين الكرد منذ ذلك الوقت. لا احد يستطيع ان ينكر مسيرة الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة مام جلال ورفيق دربه الذي قضى نحبه قبله نوشيروان مصطفى رحمهما الله. العم جلال عمليا كان يطبق هذا اللقب فكل من عرفه وجلس معه مرة او مرتين يشعر بذلك من خلال لطفه وبصيرته وذكائه وخفة دمه فلا يشعر احد معه انه غريب عنه! وقد جالسته مرتين وترك اثره الطيب في قلبي وذلك عندما كنت ممثلا للاتحاد الاسلامي الكردستاني في لندن عام 2002.
هذا القائد كان لديه هبة ربانية في بناء العلاقات وقدرة على جمع الناس والتيارات والقادة الاخرين مما ليس لغيره ولا احد ينكر ذلك، كما انه كان ابرز قادة العراق في المعارضة أيضا ولم ينكافه في ذلك احد. وقد استطاع ان يوجه هذه المعارضة الى قيادة الحكم في العراق، ولكن للاسف لقد حادوا عن الطريق واصبح هؤلاء المعارضة في الحكم ببغداد وبالا ونقمة على الشعب وحرامية وقطاع طرق ينهبون خيرات العراق بكل قومياته. والى ان كان مام جلال موجودا في بغداد برئاسة الجمهورية لم يرفع قادة الشيعة رؤسهم ولم يستطيعوا ان يحركوا لسانهم كالافاعي كما الان تجاه الكرد، لانه كان يجعل شرورهم في نحورهم الى ان ابتلاه الله واتاه الجلطة الدماغية في نهاية 2012 بسبب هؤلاء الساسة من كثرة ما راى منهم من نفوس دنيئة والغباء والجهل والتخلف وعقول مقفلة.
يجب على الاجيال الكردية ان لا ينسوا قادتهم مهما اختلف معهم، فالعم جلال ومن هم على شاكلته وشهداء البشمركة قضوا كل ايام شبابهم في الجبال والنضال والحياة الصعبة، فمن الوفاء والتقدير ان نذكر العم بالخير وندعو له ان يغفر الله ذنوبه ويشمله برحمته فهو الان بيد رب كريم. اقول ذلك حيث قرأت في مواقع عدة اقلام مغرضة مأجورة سوداء تتشفى بموته وهذا ليس لا من النبل ولا الأخلاق. وكان ايضا الاجدر برئيس الوزراء حيدر العبادي ان يعلن حداداً عاما في العراق وينكس علمه اذا كان يتغنى علينا بالوطنية وعراقه اللاموحد، الم يكن مام جلال رئيس الجمهورية العراقية؟ ولكن تبين ان هؤلاء لا يطيقون الكرد وقلوبهم مليئة بالحقد والبغض والا كيف تفسر هذا التعامل مع موت مام جلال رئيس جمهوريتهم السابقة.
لقد نكس قائد الكرد حامل لواء الاستقلال مسعود البرزاني علم كردستان الذي قاتل مام جلال من اجله، فلا يهمنا علم عراقكم؛ واعلن الحداد هو واكثر من اربعين مليون كردي الحزين على فراق احد قادته؛ فلا يهمنا ان حزن الشيعة والسنة ام لا، والكرد سيشيع قائده على أكتاف أبنائه البشمركة الى مثواه الاخير وليس على اكتاف الغرباء، وسيدخل مام جلال في كتب تاريخ ونعرفه بالاجيال القادمة انه عاش مناضلا ومات مناضلا فلا يهمنا كتب تاريخكم العراقي. وداعا يا عم جلال نم قرين العين فالكرد ماضون نحو الاستقلال وان شاء الله سيلحق بهذا الجزء من جنوب كردستان شمال وغرب وشرق كردستان ايضا لكي يكتمل الحلم الكبير(دولة كردستان الكبرى) فعندها لن نفكر حتى في الاحلام بالترك والفرس والعرب ومبارك لهذه الشعوب حكامهم وساستهم. رحمك الله يا مام داعيا ربنا ان جعل هذه السنوات الخمس الذي قضيته على الكرسي مقعدا مشلولا كفارة لذنوبك جميعا والله كريم غفور رحيم .