18 ديسمبر، 2024 8:07 م

كلمات على ضفاف الحدث :كورونا : أين يكمن الخطر الاكبر ..؟!

كلمات على ضفاف الحدث :كورونا : أين يكمن الخطر الاكبر ..؟!

منذ عشرينات القرن الماضي الى ان اقتربت البشرية من الدخول الى الالفية الثالثة ‘واجهت الحضارة الانسانية المعاصرة الكثير من الازمات المزلزلة والمؤثرة بشكل خطير بكافة اشكالاته ( الاقتصادية و السياسية والاجتماعية والصحية ) و اثر بقدر توسعات هذه الازمات على حياة الملايين ووضعهم في زوايا ضيقة من الخطر الشامل : جوع وخوف و مرض وتفكك اجتماعي ..ألخ‘ على سبيل المثال من الجانب الاقتصادي الانهيار الكبير الذي بدأ من امريكا (1929 – 1939 ) فكان تاثير احد امتداداتها المرعبة ظهر في انتصار النازيين في المانيا وبالتالي ادى الى الحرب العالمية الثانية والتي ذهب ضحيتها ملايين من البشر عدا تدمير اكثر البلدان خصوصا في اوروبا ‘ اما في مجال ظهور الوباء من خلال ظهور فاريروسات وافرازات تلوث البيئة بدأ بظهور انفلونزا الاسبانية ( 1918 – 1919 ) التى ادى انتشارها السريع الى موت الملايين خلال عام ‘بعد ذلك ظهور وباء ايبولا و انفلونزا الطيور و الايدز …ألخ ‘ والان ‘ امام البشرية وثائق كيفية ظهور هذه الازمات والاوبئة مع ارقام وتفاصيل الاضرار التي لحقت بالحياة من حيث الارض والناس ‘ بل نسمع بين فترات الحديث عن بعض من هذه الاحداث من شهود عيان ممن بقوا في الحياة لحد الان (عشرينات القرن الماضي وما بعدها )
وعندما ناتي ونراجع هذه الوثائق والارقام واثارها على اكثر من جانب من جوانب حياة الانسان ‘لانرى غموض في تسجيل الاحداث كل حسب مرحلته وتروي لنا الادلة بشكل نقف امامهم مرعوبين بما حدث ‘ حتى الناس الذين عايشوا تلك المراحل هناك شواهد على مواجهتهم بنوع من المعنويات العالية والتي تدل على وعيهم في مواجهة الاخطار الناجمة عن تلك الكوارث والاحداث ‘ اما في مواجهة الوباء الجديد ( فايروس كورونا ) رأينا منذ انتشار المعلومات الاولية انه اخذ اتجاه التخويف ‘وبدأ بالتخبط في الحديث عن ان ظهور الوباء وانتشاره ناتج عن التامر و الصراع بين القوى العظمى المهيمنه على الساحة الدولية الى التخبط في شرح ظهور الوباء من جانبه العلمي بحيث شمل هذا التخبط منظمة الصحة الدولية اذ لم تعترف بخطورة الوباء الا بعد ان حصد ارواح الالف من الناس في دول جنوب شرقي اسيا وايران…
فهذه الظاهره في التعامل الاولي مع ظهور الوباء صدم البشرية عندما رأى وسمع عجز تلك الدول الكبرى التى قبل ذلك الحدث تدعي امتلاكها قدرات علمية الى حد علمهم بـ( سر وجود الروح ) ولا خوف عندهم الان وفي المستقبل من مواجهة اي طارئ بشري او بيئي ‘ ولكن بمجرد ان دق وباء كورونا بابهم ظهر ان قوتهم ليس الا وهم الى حد سمعنا من قادتهم كلام عن اخطار الوباء الذي سيطر الخوف والرعب حتى على نبرة صوتهم من هول موت الاعدد البشرية في بلدانهم ( رئيس الوزراء البريطاني و ترامب الامريكي – قادة الرموز الشعبيوية في العصر الحديث ..!!)
من خلال هذا العرض السريع عن ظهور هذا الوباء وكيفية الاعلان عنه و بدايات مواجهته ادى الى توسع الخسارات المرعبة و تعامل اجهزة الدول وحتى المنظمات والمؤسسات العلمية والتي بدأت بشكل غير منظم والارباك كان ظاهرا في خطواتهم مما ادى ليس فقط الى خسارات روحية ومادية بل انتشر من خلاله الرعب واهتزاز الوضع النفسي بشكل واسع في العالم ‘ ونرى انه ومع انتشار هذا الوباء واطالة الوقت والتاخر في اعلان البشاره واطمئنان الناس عن وصول أختراع لعلاج علمي زاد القلق حتى ادى الى اكثر من اعلان عن اندحار اليائسين ..! وخطورة استمرار هذه الظاهرة ( القلق النفسي ) يظهر بشكل حاد في نهاية القضاء على الوباء رغم ان هذه النهاية ايضا ليس واضحا ليظهر من خلاله ضوء الفرح في نهاية النفق ..والخوف من المجهول هو اخطر ظاهرة ازلية يقلق مستقبل البشرية .