كلمات على ضفاف الحدث :
الاكاذيب الدولية و صلة الرحم واشياء أخرى
( 1 )
كان ذلك في عقد الستينيات من القرن الماضي ‘ وكان الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الامريكية في اشد مراحل التنافس والتسابق للوصول الى اسرار الفضاء الخارجية في الكون من خلال الوصول الى نظم السماء والنجوم السابحة في الفضاء الفارغ في المجال الكوني البعيد عن الكرة الارضية ‘ وكانوا يمارسون هذا العمل العلمي تحت عنوان البحث من اجل أستكشاف اسرار الكون والفضاء الخارجي خدمة لمستقبل الانسانية ..!
فكانت الخطوة الاولى التي اظهرت نجاحا في هذا المجال وهو الاعلان عن انتصار السوفيت عندما اقتحموا الفضاء الخارجي بارسال اول رائد الى الفضاء وهو (غاغارين) وكان ذلك في عام 1961 حيث بقمره الصناعي (فوستك 1 ) قام بالدوران حول الكرة الارضية ولمدة 108 دقائق ‘ بعد هذا الحدث ب9 سنوات اعلن وصول رائد الفضاء الامريكي (ارمسترونك ) الى سطح القمر وكان ذلك في 20 تموز عام 1969 وتجول ارمسترونك في منطقة محدده على القمر سميت ب (منطقة السكون ..! ) وعاد بعد ذلك الى الارض بسلام وامان ..!
أتذكر قد مرة على رحلة ارمسترونك عدة ايام كنا جالسين مجموعة من الاصدقاء الصحفيين من جريدة ( هاوكاري ) والحديث كان عن تلك العملية العلمية التي نجحت فيها امريكا ‘ احد اصدقاءنا معروف عنه لامبالاته بالدنيا واحوالها ‘ قطع مناقشتنا الجدية حول الموضوع بالسؤال : أنتم صدقتم ان الكرملين و الادارة الامريكية صادقين في اعلانهم بان هذه السفرات للفضاء الخارجي يهدفون فيها دراسات علمية لصالح حياة البشر والكشف عن اسرار الكون ووضع برنامج علمي للاستفاده من استكشافاتهم ..؟ أجبناه: ولماذا لا ؟! هو يعتقد اعتقاد غريب ‘ يقول أن السوفيت و ادارة واشنطن يتسابقون للكشف عن امكانية عيش الانسان على سطح القمر ‘ أيهما نجح في هذا السباق ‘ يقوم بجمع جماعاتهم المتنفذه في ادارتهم ويركبون القمر الصناعي المتميز ينقلهم مع كافة مستلزمات الحياة من الارض ليحكمون البشرية من على القمر ‘ وليتأمرون من هناك ضد البشرية من خلال زرع الفتن و المرض و كل الشر مستعملين كل الاسلحة الفتاكة دون الخوف طالما هم على القمر وبعيدين عن شر الارض ..!!
وكمايقول (مارك توين ) فان تقييم السليم ناتج تجربة ‘ والتجربة ناتج تقيم خاطيء ‘ هل ممكن ان جاء تصور صديقنا من السماء الذي في تصوره الانساني تأه فيها ‘ام كان تصوره ناتج عن وجود مسافات بعيدة جدا بين طموح الباحثين عن اسرار المسافة بين الارض والفضاءات الخارجية البعيدة عن فهم الاكثرية الباحثة عن الامان ؟
( 2 )
في السنوات الاخيرة من عمر الانسانية في القرن العشرين والصراع (المكلف جدا ) نتيجة المنافسه بين القطبي الشيوعي والراسمالي سميت في حينه ب (الحرب الباردة )
وجاء رجل كان اسمه ( غورباتشوف ) خرب بجرة قلم كمايقولون ومسح اسم ( ستار الحديدي ) لاحد قطبي الصراع ‘ فأطلق بعض ( المفكرين ) على ماعمله ذلك الرجل كما يقول المثل العراقي الشائع : ( جاء يكحل عينه …اعماه من غباء تصرفه )‘ حصل بعد ذلك كلام عن ( الرجعية ) في مقابل ( التقدمية ) و ( اليد الخشنه و التعبانه ) مقابل ( سعادة من يحلب جهد الاخرين ) وينفخ على حساب الكادح ‘ كلام فارغ لان ما فعله غورباتشوف نتج عنه اطلاق يد الغول الرأسمالي الذي اول ما فعله الغى صلة الرحم في العلاقات الانسانيه و فتح الباب لنهب جهد الكادحين فاصبح منفوخ البطن من نهب جهد الطرف الاخر من الانسان الكادح الذي يتصرف بحرية مطلقه .
التفكير بتسلسل تلك الاحداث والتأمل في مايحصل الان للبشرية ‘ ترى ان ماجرى ادى الى الخراب في كل شيء رغم ان جهد الغول الراسمالي (بقيادة اشرار أمريكا ) يريد ان يظهرالوضع البشري في احسن الاحوال .
أكبر ظاهرة أضرت بمعنى الانسانية وحياة البشرية بعد انهيار القطب الشرقي ‘ وسيطرة الشرير الامريكي على العالم بطريقة عدوانية ‘ اسست كل الخطوات بعد ذلك الحدث نظام استحق ان تسمى بـ( نظام التفاهة ) حيث اعتمد المتنفذين ضمن مصدر القرار الامريكي على التافهين في العلاقات الدولية ‘ كان قبل ان ما يقوم غورباتشوف و يلتسن بغبائهم بفتح الباب على مصراعيه ‘ كان الخاسر الاول في هذا الزلزل هو نهج الفكر المنظم لصالح الانسانية ‘ حيث لم يبقى امام الانسانية اختيار وسط فاما القبول بالتافهين او تحدي القوة التي ليس لها اي توجه انساني في اختياراتها للتعامل مع المفاجاءت التى كسبتها نتيجة الغباء من الحكام في مرحلة تحكم العالم من قبل القطب الواحد .
مختصر مفيد :
الأسباب الصغيرة لها غالبا نتائج كبيرة ، فقدان المسمار اضاع حدوة الحصان ، و فقدان الحدوة اضاع الحصان ، و فقدان الحصان اضاع الفارس.
( بنيامين فرانكلين)