23 ديسمبر، 2024 12:52 م

كلماتٌ من رصاص – ورصاصٌ بدونِ كلمات !

كلماتٌ من رصاص – ورصاصٌ بدونِ كلمات !

من المفارقات الفارقة اللواتي لا يمكن أن تفارق الذاكرة لعشرات او مئاتٍ من السنين القادمة < اذا لم يتدخل الرصاص في استباق ذلك > , فلا توجد حكومة في العالم وبما فيها الدول المتخلّفة في العالم الثالث كالحكومة العراقية وبمختلف احزابها الدينية الحاكمة , لتشتري نبال وسهام النقد المدببة وتسددها على نفسها .! ويوثّق ذلك بالأدلّة الملموسة جرّاء سياستها الهوجاء والعرجاء على مدى ال 15 عاماً المنصرمة ولربما القادمة .. والأنكى من كلّ ذلك فأنها طالما تسارع بأطلاقِ رشقات الرصاص الحي على المتظاهرين العزّل حتى من اسلحة ٍ بيضاءٍ ودبابيس , وخلافاً لكلّ حرمة محرّمة في قاموس الحلال والحرام .

فيا قادة يا سادة فعلامَ لا تستخدمون الرصاص المطاطي بدلاً عن الرصاص الحيّ القاتل وتوجّهوه وتسددوه على الجموع الغفيرة من المتظاهرين , بالرغم ممّا يخالف ذلك ايضاً لكلّ شريعةٍ ارضيّة وسماوية , ولا ندري أيّ فتوىً اقتبستم او طبّقتم في قتل الناس .!

ويا قادة ويا سادة , فحتى الجيش الأسرائيلي يستخدم الرصاص المطاطي ضدّ المتظاهرين الفلسطينيين , وفي اسرائيل ممنوعة ومحرّمة احكام الأعدام لأيّ من كان , فلماذا لا تُقلّدون الصهاينة كمراجعٍ سياسية وحزبية , وأمنيّة كذلك , ولعلّه بذلك اُقيمت عليكم الحجّة المقامة اصلاً .!

وَ نرى كما يرون غيرنا ايضاً أنّ أسوأ سوءٍ في السياسةِ والحكم , هو التدخّل السافر للغرائز والغباء في ذلك .! , اليسَ كذلك .

من الطبيعي والمتعارف عليه أنّ الشرطة والأجهزة الأمنيّة الأخرى لا يمكن ابدأً أن تفتح او تطلق النار على مدنيين او عموم المواطنين المتظاهرين إلاّ بأوامر صريحة ودقيقة من جهةٍ عليا او قائدٍ عسكريٍ ما , لكنّه من سابع ترليون مستحيل أن يجري كشف الجهة او الحزب الذي ينتمي له ذلك القائد المغوار , وحتى بدون ذكر أسمه الثلاثي او الأوّل فقط .! ولماذا هذه الخشية وهم مدججون الأسلحة .!

من المفارقات الأخرى , أنّ عمليات اطلاق النار وقتل وجرح مواطنين قد جرت في اكثر من محافظة في الوسط والجنوب وعلى مدى ايامٍ متفرّقة , وذلك يعني فيما يعنيه إمّا هنالك اكثر من قائد ميداني اعطى اوامره بفتح النار وإمّا هنالك تعليمات واوامر مركزية عليا بأطلاق الرصاص على المتظاهرين اينما وحيثما كانوا وحسبما أرتأوا القادة الأمنيّون .

وهكذا صارَ مكشوفاً اكثر مما هو واضحاً أنّ تأكيد وتشديد رئيس الوزراء بعدم فتح النار على المحتجّين لا قيمة لها , ومن البائن لغاية الآن أن ليس بمقدور العبادي محاسبة اولئك السادة .

واستكمالاً لحديث الرصاص , فما المسوّغ لأغتيال المحامي ” جبار كرم ” يوم امس بسبب اعلانه < قبل ايامٍ قلائل > عن توكّله – وعلى نفقته الخاصة – للدفاع عن المعتقلين في البصرة منذ بدء الحركة الأحتجاجية .! وهل في عملية القتل هذه رسالة تهديدٍ اخرى الى كافة المحامين بعدم التجرّؤ او التفكير بالدفاع عن المتظاهرين المعتقلين , وهل باتَ التظاهر السلمي تهمة او جريمة تحال الى القضاء وتتطلب محامين للدفاع .! من المؤكد انها ليست كذلك , لكنما لماذا قتل هذا الرجل الشريف .!