22 ديسمبر، 2024 11:12 م

كلماتٌ ثلجية ودبلوماسية .!

كلماتٌ ثلجية ودبلوماسية .!

ثلوجُ فجر الثلاثاء اشعرتنا بالدفئ من زاويةٍ ما او اكثر .! , واثارت ردود افعالٍ جميلةٍ للغاية لدى بعض اعضاء السلك الدبلوماسي في العراق , وردود الأفعالِ هذه تعكس كيف يجري انتقاء وانتخاب المفردات بمهارةٍ في عالم الدبلوماسية .

فقد علّقتْ السفارة الألمانية على هطول الثلوج فجراً ” عبر صفحة السفارة في ال فيس بوك ” بقولها : < أنّ الطقسَ اليوم في بغداد الماني > واضافت : < إنّ اوّل ما يخطر على البال لمن يزور بغداد هو طقسها الحار , ولكنّ اليوم تفاجأنا بالمنظر الرائع لأشجار النخيل تغطيها الثلوج , واردفَتْ : بغداد فعلاً جميلة بكلّ حالاتها > .

السفارة البريطانية في بغداد كتبت تعليقاً مؤثّراً ومختزلاً وذي ابعاد ! بقولها : < من المذهل تساقط الثلوج اليوم , اذ نأمل أن يسود السلام والأزدهار , تعاطفنا مع النازحين واولئك الذين من دونِ مأوى , ومتى كانت آخر مرّةٍ تساقطت فيها الثلوج على بغداد >

ولا ريب أنّ التعليق البريطاني فيهِ حِكَم واعتباراتٍ ومساميرٍ خلاّبة وجذابة وثلجية , موجّهة للحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد 2003 التي اهملت وتجاهلت مصائر جموعَ آلافٍ مؤلفة من عوائل النازحين واللاجئين في خيمٍ تمزّقها الرياح والأمطار وحرارة الشمس , وتتعاطف معهم السفارات في المجالات الأنسانية المفقودة عراقياً على الصعيد الرسمي والحزبي والإسلامي .!

سفير الإتحاد الأوربي في بغداد السيد ” مارت هاث ” علّقَ على تساقط الثلوج بعبارة < بغدادُ رائعة , مرفقة بصورة الثلوج > , والسيد السفير اذ يتحدث , فبالنيابة عن الدول الأعضاء في الأتحاد الأوربي .

هطولُ الثلوجِ على العاصمة والمحافظات ومنذُ عقودٍ طوالٍ من الزمن , وفي زيارةٍ ثلجيةٍ مفاجئة استغرقت ساعاتٍ او سويعات ليغطّي اروقة العراق واشجارها وزواياها باللون الأبيض الناصع , فكأنَّ ابعاداً فلسفيةٍ ورموزاً تكمنُ وراءَ ذلك .! وقد تتضاعف وتتجسّمُ هذه الأبعاد في توقيت وتزامن تساقط هذه الثلوج مع اندلاع الموجة العارمة من التظاهرات والحركة الأحتجاجية الواسعة النطاق وما تكبّدتهُ في الأرواح والجِراح , وإذ اللون الأبيضُ طالما يُعبّر عن السلام والوئام , فمن خلال هذه الأبعاد الفلسفية ذات الزوايا السوسيولوجية والسيكولوجية وسواها , فكأنّ هذه الرسالة الثلجية تحملُ بشائراً قريبة لعودة العراق الى وجهه الناصع والتخلّص من التشوهات السياسية – الحزبية التي الصقوها على الخدود العراقية وما نزفته طوال السنين العجاف الماضية .