بعدما حدثَ حدثْ الإستفتاء بدهاء , ولوّثَ الأجواء واصابنا بالجفاء , وتمزّقت احشاء الوفاء . وبأجراءِ هذا الأستفتاء الذي يغيّر الحال والأحوال نحوَ الأستقلال – الوبال , فلا ندري ايّة تسميةٍ جديدة سوف تسمّى بها المحكمة الأتحادية , ولا نعرف ماذا سيُطلق على الشرطة الأتحادية , فلا مِنْ جهةٍ نتّحدُ معها .! , وهل نحنُ متّحدون مع انفسنا .! , وقبلَ ذلك فعلامَ لمْ تتوحّد الأحزاب الشيعية في حزبٍ واحد .! وما الفروقاتُ بينَ حزبٍ شيعيٍّ وآخرَ شيعي .!
ثمّ , لماذا الجماهير السنيّة لا تمتلكُ حزباً يمثلها , وقسراً مفروضٌ تمثيلها عبر الحزب الأسلامي – الأخوانجي المتهم بوصمة الأرهاب في الدول العربية .!
الأحلاف والتحالفات والأتحادات انحلّتْ منذُ انحلّت ” الجمهورية العربية المتحدة – جمهورية مصر العربية ” , واغتيلت الوحدة العربية منذ وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
واتذكّرُ فيما اتذكّر , عبارةً ذكيّةً ذكَرها الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل – في النصف الثاني من القرن الماضي – عن ” الوحدة العربية ” وسبل تطبيقها , وكانت مقولته : < إنّ الوحدة العربية تحتاج الى وحدة نفسيّة اولاً > .
فأيّ اتحادٍ نتّحدهُ مع ازلام العائلة البرزانية التي قاتلت الجيش العراقي ودمّرت ممتلكات الدولة العراقية منذ العهد الملكي , وببدء العهد الجمهوري ومروراً بكافة الحكومات العراقية المتعاقبة .!
لازالت افكارنا غير متحدةٍ مع بعضها , وما زلنا مختلفين على تفسير احداث التأريخ البعيد .!