26 نوفمبر، 2024 12:14 م
Search
Close this search box.

كلب وصقر!

مشكلتنا اليوم  في البلاد من احتقان  واستمرار الأزمات لاتتعلق بنقص الوعي لما يجري ويحاك ويدبر للعراق والعراقيين من مصير اظلم  بات يعرفه القاصي والداني، وإنما تكمن باولئك المزايدين على جراحنا من عميان البصر والبصيرة في الوسط السياسي فهم لايرون الأشياء كما هي وإنما يرونها وفق مقاييسهم  وهؤلاء أما يمارسون دورهم عن غباء وجهالة، أو يتجاهلون الحقائق الصارخة والواقع المعاش، نتيجة ولاءاتهم الحزبية أو الطائفية وتعصبهم الأعمى الذي افقدهم المسار الصحيح للطريق .
والاماذا يعني الخلاف بشان تنظيم  عملية عسكرية لضرب أوكار الإرهاب وخلاياه التي اتخذت من بعض المدن والقصبات ملاذات لها تمارس من خلالها تهديد حياتنا واستباحة وجودنا حاضرا ومستقبلا ، وكيف يمكن ان نصرف تلك الدعوات التي تحاول التشكيك بقواتنا المسلحة وعدها قوات تابعة لفرد او زعيم او طائفة ، اجل ماذا يعني هذا سوى النفخ في النار وتأجيج الفتنة بل والدفاع عن القتلة والارهابين بطريقة او أخرى.
ان اقحام بعض السياسيين العمليات الجارية لمطاردة الإرهابيين السفاحين القتلة بمزايدات لها اول وليس آخر لايصب في مصلحة امن الوطن والمواطن، وانما يفاقم الأوضاع ويزيد الفوضى، ويمنح المزيد من الفرص للقوى المتعصبة لان تظهر على السطح وهو توجه لاسامح الله اذا لم يوقف عند حده سيزيد الأمور حدة وخرابا  .
ان عدم الاصطفاف وراء المنهج الوطني الداعي الى دعم قواتنا المسلحة بكل وسائل الدعم المادي والمعنوي  في معركة الوطن ضد كل قوى الظلام يعني فيما يعنيه إبقاء خاصرتنا ضعيفة وجراحنا مفتوحة ونزفينا مستمر .
ومثل هذا التوجه سواء كان بالصمت او التجاهل او الخلاف وطرح تسويغات غير دقيقة وصحيحة من قبل بعض السياسيين داخل مجلس النواب وخارجه يفضح والى حد بعيد نوع وشكل الارتباطات الخارجية المقيته والتي تسيرها اجندات تعمل اولا وعاشرا بالضد من العراق والعراقيين .
ان هذه الاصوات التي بدأت تزايد وتعلو نبرتها بالصراخ والوعيد والتي تريد للعمليات ان تتوقف بشكل او آخر إنما تذكرنا بكلب بيت ” عليوي “فهو “لا يهش ولاينش” ودائما تطارده الكلاب الأخرى وتنال منه  ولذلك ياتي لياكل حبال مضيف اهله تعبيرا عن غضبه فبدلا من ان يطارد من اوقع به الأذية ياتي على أهله وما يقال عن هذا يقال عن ” صكر “بيت فياض ، فالمعروف ان الصقور دائما تاتي لاهلها بفرائسها الجيدة من الطيور وغيرها وترميها في صحن دورهم الا ” صكر ” بيت فياض فهو لايرمي سوى الأفاعي والعقارب وهذا حال البعض يريد للافاعي ان تبقى في صحن الدار ولكن هيهات من مراهنات واحلام وتوجهات مادام العراق اليوم موحدا مع قواته المسلحة .

أحدث المقالات