قلاقل جمع قلقلة كما جاء في معجم المعاني.. وقلاقل اسم ,وهي جمع ل “قُلقل” أيضًا.. و”سريع التقلقل” تعني الخفيف في السفر, و “فرس قلاقل” تعني الجواد السريع, والقلقلة “شدّة الصياح” كما في لسان العرب ,وتعني ايضًا قلّة الثبوت في المكان ,والمسمار السلس “يتقلقل”, والقلقل نبت له حبّ أسود يشبه السمسم وهو من أقوى الحبوب وهو يساعد على تهييج “البضاع” لذلك يتناوله الناس ,والشاعر قال: دقّك بالمحاز حبّ القلقل .. الماضي “دوّخنه” ..لست اقصد ماضي معاني الكلم, بل الّذي يحصل لنا ,منها الاعتداءات المسلّحة والتفجيرات.. فها هي بدأت تمتدّ لتشمل من هم أفضل منّا في استغلال الحياة الاستغلال الأمثل في أغلب الأحيان, ولم يكن لهم ليحقّقوا كلّ ما هم عليه من تقدّم علمي هائل إلّا بعدما عزلوا ماضيهم عن حاضرهم أو عن واقعهم جملةً وتفصيلًا.. بون شاسع أصبح بيننا وبينهم بكافّة الصعد ,بعدما خطّطوا لحياتهم من واقعهم لم يشاركهم التخطيط هرقل أو الواياثان أو إسكندر أو نابليون أو القدّيس آريوس, بل واستعبدونا بإرادتنا لشدّة إعجابنا بهم بما حقّقوا, رفقة حقد عليهم واضح تتّضح شدّته أحيانًا بشكل تفجير.. تعلّقنا بالماضي ومحاكاته هو سبب الهوّة بيننا وبينهم.. وبالماضي وحكاياته الحمراء بلون الدمّ ؛باگونه الحراميّة ..هذا الماضي ماض فينا يثير الفتن ,هو يلتحف به حاضرنا.. ماضِ مستعدّ للانفجار على أدنى نكزة, ويتجدّد كلّ لحظة كالخلايا “الإنشائيّة” مع الفارق بالطبع ,أو كموتى الزومبي يتجدّد أحدنا بدم الآخر ,وعليه : فاللعنة على هذا الماضي بكلّ تفاصيله بمن فيه وبما فيه وبمن امتطاه “ويُجوّب” به في الحاضر ويدور به “داير مداير”, كخفّاش المقابر ..من فضلك, أناشدك ربّ ,انفخ المعنويّات في موتى حاضرنا وأشبعهم ضلالة إن صدّوا, وأنت تعلم أنّ الضال مستعبد لغيرك بطبيعته, ثمّ وخاطبهم: “أنا خلقتكم في الحاضر ولو شئت لخلقتكم في الماضي.. أنتم ثيران وخنازير وثعابين ,بل أنتم أضلّ من الأنعام ,وظلّ الجهل زبالته ,خلقتكم في هذا العصر لتعيشوا تفاصيله من فكر واقعه بعدما تعملوا عقولكم الّتي خلقتها لكلّ واحد فيكم ,وأحذّركم تسلّموها لغيركم فهي ملكي ولن أسمح لكم خيانة الأمانة هذه.. الحاضر يلفظ الماضي ويفتح يديه للمستقبل ,يرفض من يعيشه وعقله متعلّق بموتى الأزمان السحيقة حيث منها يتم توجيه عقولكم عبر خفافيش الزمن كيفما شاء موتى عاشوا زمانهم على أكمل وجه فأبدعوا من دون انغماس في ماضيهم ولو بلفتة واحدة إلى الوراء امتثالًا للآي: ((تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون)) ..ولذلك ..”وعقوبة لكم”, كونكم تدّعون إيمانكم بي ,وتغلّسون ,عملت فيكم شيئين يدبّان فيكم ويسفيان مسفى قمل النمل من تحت التبن, كما عاقبت من قبلكم بنو إسرائيل سلّطت عليهم الجراد والقمّل والدم والضفادع حين استمرأوا استمراء العيش بماضيهم مثلكم الآن, وعقولهم في حاضرهم مؤصدة بوجهه منفتحة على ماضيهم.. سلّطت عليكم “هذين الشيئين” كلّ شيء أحقر من أخيه ,سلّطت عليكم أتفه الأمم تدوس رؤوسكم بأحذيتها وتشغّلكم عبيد عندها وأنتم تعلمون ذلك في سرّكم ولكنّكم تغلّسون تدّعون “الاستقلاليّة”..جعلتكم في الثاني تتعوّدون المهانة الّتي أنتم الآن تعيشون ذروتها فلم تعودوا تشعرون أنّكم من أتفه ما خلقت ولذلك يأس شبابكم من ماضيهم وبدأوا الهجرة ,حتّى تنظيف كربلاء والنجف, إيران هي من ترسل منظّفيها “بدون فيزة” لتنظّف أضرحة سادتكم الّذين تدّعون البكاء واللطم والتطبير حبًّا بهم, وكأنّ أولئك الأطهار بحبّون الأوساخ مثلكم, وترمون زبالاتكم وأقذاركم بوجوههم ليأتي الإيراني الشهم “ابن النهم” فينظّف زبالاتاكم عِوضًا عنكم.. نعوذ بالله تشبيه “المعنيّين بالأمر” من أهل القلاقل ,بالصرصار.. يعيش في مغمس البالوعة ينتعش بجيفتها بينما يختنق في الهواء الطلق ما أن يخرج إليه..