19 ديسمبر، 2024 4:57 ص

كلام بدون وثائق الشيعة وامريكا على المحك

كلام بدون وثائق الشيعة وامريكا على المحك

قد سمعت وقرأت ابتداءً من دخول الانكليز ولا أريد ان ابتعد كثيراً بل نبدأ من  احتلال الكويت وعقدة تقاطع الشيعة مع امريكا (الاستمرار الطبيعي للانكليز) عندما بدأت حرب الخليج الاولى ومن مذكرات قائد الجيش الامريكي آنذاك ان الاوامر التي صدرت اليه بأن لا يقف الا في بغداد وبعدما وهن النظام ولتراكم جرائمه بحق الشيعة انتفضوا بما يسمى الانتفاضة الشعبانية وهي انتفاضة من وجهة نظري عشوائية وغير منظمة مما سهل على حكومة صدام اختراقها ومع ذلك سقطت المحافظات الواحدة تلو الاخرى وهكذا المحافظات الشمالية وقبل التدخل العسكري صدر قرار من مجلس الامن الدولي يحضر طيران الطائرات ذوات الاجنحة الثابتة (كما يسمى) على ما أعنقد خط 32 والذي يحضر الطيران فوق المناطق الجنوبية وخط 36 والذي يحضر الطيران فوق المناطق الشمالية وبعد سقوط المحافظات على ايدي المنتفضين اتصل الرئيس المصري مع ملك السعودية واتصلا بالرئيس الامريكي واخبروه بان النظام سيتحول الى نظام شيعي لان تلك الانتفاضة شيعية وتابعة الى ايران.

فأصدر الاخير أوامره بايقاف العمليات وهذا ما يذكره قائد العمليات في مذكراته فرايت وبأم عيني وأقسم بان الطائرات العراقية المحضورة طيرانها طارت وضربت الناس المنتفضين واستعملت الدبابات وبشكل مفرط وقتل بوحشية والقوات الامريكية في الناصرية وبعدها وقعت اتفاقية الخيمة وانسحبت وظل النظام يصول ويجول بالوقت الذي لم تسمح للطائرات بضرب الاكراد وبعدها اصبح الاكراد دولة مع ايقاف التنفيذ فولدت عدم الثقة بين الشيعة والامريكان ثم استمرت التجاذبات وجاء الوقت الذي اقتنعت فيه امريكا بأسقاط النظام فصار لزاماً عليها ان تؤمن ان الحكم للاغلبية وبعد ان اسقط النظام ولتأثير امريكا في المشهد السياسي ضربت على وتر الطائفية وكثير من الوقائع تؤكد في العراق انها ترعى الطائفية علماً بانها اعطت مجال للشيعة في بداية السقوط وعلى مدى سنتين ارادت الموضوع كما حدث في رواندا بين الهوتو والتونسي فالاغلبية انتقمت من الاقلية التي كانت حاكمة ورأت ان الشيعة لا ينتقمون ثم غيرت المشهد وأعطت المجال للسنة وراحوا يقتلون الشيعة  والامريكان يقومون بحماية القتلة ومساندة القاعدة وحدث ما حدث بعد تفجير الامامين.

ثم ابدلت صناديق الاقتراع بلعبة التوافق الوطني وجاءت حكومة المالكي وخلالها نجح المفاوض العراقي في اخراج الامريكان من العراق وتوقيع الاتفاقية الامنية. ايضا ولم يفلح رئيس الوزراء مع امريكا في تسليح الجيش العراقي علماً بأنه يعلم الجانب الامريكي بوجود معسكرات في صحراء الانبار لارهابيي داعش ولم تحرك ساكن علماً بأن الاتفاقية الامنية توجب على امريكا الدفاع عن العراق.

مما اضطر الحكومة التعاقد مع روسيا وايران لشراء السلاح وبالوقت الذي كانت امريكا مع ترشيح المالكي للولاية الثالثة انقلبت وعلى حين غرة عن هذا الترشيح وتم تغييره لكونه قلب الطاولة على الامريكان ومالت الكفة لصالح روسيا وايران.

وجاء العبادي وتستمر التجاذبات وبعد استقطاب دولي بعدما اقتربت داعش من حدود الاقليم وهددت اربيل شكلت تحالف ودخلت دول الخليج في هذا التحالف مما اعطاها فسحة التدخل وكان ذلك التدخل بامداد داعش بالاسلحة والمؤن وتركيا تلعب دور بأمداد داعش بالاشخاص من اصقاع الارض ونفى الامريكان ذلك واثبت لهم ابناء العراق باسقاطهم طائرتين ومرة اخرى لم تفي امريكا بالتزاماتها مع الحكومة العراقية مما اضطر الاخيرة الاستعانة بروسيا وصربيا وايران بالتسليح وبدا في الافق ان امريكا رضخت لما يريده الخليج واسرائيل لاسباب ستراتيجية ويجب ان يكون الموقف غير علني مراعاة للرأي العام العالمي وجاء تصريح الامريكان بحل التحالف علماً بأنه اوكل تلك المهمة الى بعض الساسة السنة الدواعش بحيث صارت تصريحاتهم علنا مساندة داعش وجاء الوقت الذي تكشف امريكا عن وجهها الكالح الداعم للارهاب اذا ما اقتربت القوات الامنية العراقية والحشد السني من الاراضي المتنازع عليها لمقاتلة داعش فيها فعلى الشيعة الانتباه وعدم الوثوق بأمريكا فسوف تكون العلاقة بين الشيعة وامريكا على المحك واعتقد انها لعبة اخيرة تلعبها امريكا وربما تقوم بتجزئة العراق وسوف يصب هذا في غير صالحها ان شاء الله وينقلب السحر على الساحر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات