لم يعد امامنا على ما يبدو كعراقيين ابرار اخيار كرام مثلما يقول عنا سياسيونا الابرار الاخيار الكرام سوى التشبث بامل واحد اخير وهو انتظار الكلاب البوليسية لكي تنقذنا من الارهاب واجهزة السونار (اثبتت الوقائع ان اجهزة السونار اخطر من الارهاب). والسؤال الحائر الذي يطرحه كل العراقيين على اختلاف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم وطوائفهم هو.. ماذا لو طلعت الكلاب البوليسية “فاشوشية” ايضا؟. ستقولون بالتاكيد واولكم رئيس التحرير “فال الله ولا فالك”. وقد يضيف قارئ “محروق قلبه” محتدا وهو محق “شلك علينه خوية .. هي اجلاب واستوردناها بفليساتنا وبملايين الدولارات كالعادة وهم لاحكنا بعربانه وتكول يجوز ما تدبرها؟ منو اللي يدبرها بعد ما تكلي؟” لا املك اجابة عن مثل هذه العبارات التي تعبر عن عمق الالم والحرقة والياس الذي بات ينتاب العراقيين.
ولكن ما اريد قوله انني لا اطعن بـ “الكلاب البولسية” التي يجري تحضيرها الان لكن ما اخشاه هو ان تكون مزورة هي الاخرى مثل السونار؟ وهل من تعاقد على جهاز سعر القطعة منه لاتتعدى الـ 25 دولار بـ 66 مليون دينار يخاف الله او يخشى حساب في دنيا واخرة ؟ اترك الاجابة عن هذا السؤال لكم وليس لي. والادلة على ذلك تكاد لاتحصى.. فهل سلمت صفقة من صفقاتنا من عشر سنوات لليوم سواء كانت صفقة رز او طحين او اسلحة او قطع غيار او ورق كلينكس او حفاظات دلال او مولدات كهرباء او سيارات مصفحة او وزهور القمة العربية التي كلفت وحدها 5 ملايين دولار من عدم وجود شبهات فساد؟ وهل هي “ظالة” على الكلاب حتى لو كانت بوليسية؟. بل بالعكس يمكن ان يكون مؤشر الفساد اقوى بكثير لانها اصلا غالية الثمن وفيها “خبزة زينة” لمن يريد ان يسرق المال العام بعكس الكلاب السايبة التي غالبا ماتعلن بعض بلديات مدننا عن تحقيقها انجازا يحسب لها بالخطة الخمسية وهو قيامها بحملة لقتلها دون وجع قلب. ولو تخطينا قضية الفساد التي لا يمكن الافلات منها لو شكلنا لجنة مشتريات برئاسة مارتن كوبلر بجلالة قدره وذهب بنفسه لـ “يستنكي” الكلاب البوليسية من مناشئها الاصلية “جلب , جلب” لان الفساد تحول لدينا الى سلوك لا علاقة له بحلال او حرام والدليل “الولووووووووووووووو”.
اقول لو تخطينا كوبلر وولينا وجوهنا شطر المكاتبات الرسمية بين الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بالامر على طريقة كتابنا وكتابكم فمن يضمن لنا ان تتم العملية بيسر وسهولة ولاتدخل فيها “الاجندات الكلبية” ونذهب هذه المرة ضحية مخاطبات من نوع ” كلابنا وكلابكم”؟ مع ذلك فان هناك من يفكر ربما بطريقة مختلفة وهي ان نبقى ننتظر الكلاب البوليسية بوصفها الضوء في اخر النفق, وبالتالي هناك امل. انه لامر مؤسف ان تتجه انظارنا الى الكلاب البوليسية بوصفها املا او نوعا من الحل فان السبب الذي يكمن خلف مثل هذه المخاوف هو انه في حال تم نصبها وفشلت فمالذي نفعله بعد ذلك.. لم يعد ثمة امل.. وربما نبدا نترحم حتى على .. المربع الاول.