23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

كفى انتهاكاً لحقوق النازحين

كفى انتهاكاً لحقوق النازحين

منذ أن جاءت حكومات العراق وكلها تدعي حماية حقوق الانسان وهي من اولوياتها المهمة و لا تفارق خططها الاستيراتيجية و مشاريعها المستقبلية العملاقة ، و انها جاءت لتنقذ العراقيين من ظلم الدكتاتورية السابقة التي ابتلي بها العراق وقد استبشر الشعب بكل اطيافه بحكومات تنشد الحرية و العدل و المساواة و ترفع الشعارات الرنانة التي تحمل في طياتها عناوين كثيرة في مقدمتها احترام حقوق الانسان و تذليل كل الصعاب التي تقف حجر عثرة في طريق تحقيق السعادة و الامن و الامان و الحياة الكريمة فذهبت مختلف شرائح المجتمع العراقي نحو اختيار تلك الحكومات السياسية في اولى عملية انتخابية جرت في البلاد بعد سقوط النظام السابق و التي على اثرها تشكلت اول حكومة منتخبة من قبل الشعب وقد اعلنت عن برامجها السياسية و مشاريعها المستقبلية و الاستيراتيجية المعتمدة لديها و بذلك تمت عملية خداع الشعب تحت حيلٍ سياسية قذرة كشفت حقيقة ما يدور خلف الكواليس من عمالة للخارج و عمليات النصب و الاحتيال و السرقات بالجملة فضلاً عن قتل الحريات و سلب حقوق المواطنين و بشى الوسائل و المغريات فوقع الشعب ضحية المكر و الخداع السياسي و الفساد المقيت و الطائفية الارهابية ذهبت على إثرها احلام و امنيات العراقيين سُداً حتى أصبح مقطع الاوصال و مشتتاً في البراري و القفار بين مهاجر في بلاد الغربة و بين نازح و مهجر في بلاده لا يجدون الاذن الصاغية لالامهم و الضمائر الشريفة التي تعمل على التخفيف من معاناتهم فالكل يلهث خلف مصالحه الشخصية الفئوية التي جعلت اهلنا النازحين في وضع لا يسر العدو قبل الصديق فمتى يا ترى تنتهي محنهم ؟ و متى يا ترى تنتهي معاناتهم ؟ فحكومات العراق كثيراً ما تصرح بوسائل الاعلام انها بصدد انهاء معاناة تلك الشريحة المضطهدة ، و انها في طور اعادة اعمار مناطق سكناهم ، و انها ناشدت المجتمع الدولي حول مد يد العون لها في سبيل مساعدة النازحين من غذاء و دواء و اموال لغرض التخفيف عن كاهلهم لكن الواقع المرير الذي يعيشه النازحون يعطي الصورة الحقيقة لما يمر به هؤلاء المظلومون بالاضافة إلى ذلك فإن واقعهم يكشف حقيقة المزاعم التي يتبجح بها ساسة العراق الذين اتخذوا من قضية النازحين الورقة الرابحة لهم في كل عملية انتخابية فمتى تصحو الضمائر السياسية و تعمل بصدق و اخلاص من اجل نجاة النازحين و اعادة حقوقهم التي انتهكت و ممتلكاتهم التي سلبت ومن جميع الكتل و الاحزاب السياسية و غير السياسية التي تتصدى لحكم البلاد و تتلاعب بمقدارته المالية و غير المالية و تهدرها عبثاً على مظاهر الفساد و الافساد في حين أن النازحين و المهجرين بأمس الحاجة إليها فكفاكم يا جبابرة العراق الفاسدين انتهاكاً لحقوق النازحين