رجل في الخمسين واخر في الثلاثين وصبي يذرفون الدموع امام وسائل الاعلام عما حصل في ساحة الصدرين في النجف الاشرف . الم تكن النجف عاصمة الدولة الإسلامية وهي منارة للعالم تنشر النور والعلم والعدل بين الناس وتحافظ على حياتهم وتعمل على سعادتهم . سمائها صافية وشمسها ترسل اشعتها على قببها الذهبية لتضئ للتائهين طريق النجاة. لماذا لبدوا سماؤها بدخان الخيام المحروقة والدخانيات والعيارات النارية. وانقشعت الشمس وراء الافق فكاد لاتسمع بعدها الا بكاء المظلومين وآهات الحيارى وانين اليتامى والجرحى والثكالى. رجال يصرخون بأعلى اصواتهم نحن اخوة لماذا نتقاتل فيما بيننا . لماذا يحصل كل هذا الدمار والقتل بيننا. لقد اخذت منا الحروب والفتن رجالا تستحي من دفنهم الارض. اب مفجوع بابنه الشهيد يناشد القتلة عن اسباب قتل ابنه الاعزل عن السلاح والمطالب بحقوق. وام مكلومة تخاطب الشرفاء وتتحدث مع ابنها الوحيد الطالب الشهيد في موقف يدمي الضمائر والقلوب. بعدما بتنا نسمع أنين اطفالنا وصرخات نسائنا ونرى دماء الشهداء الزكية.
للرجال موقف وكلمة لهم قيم ومبادئ ويحملون منظومة قيمية مبنية على أخلاق الفرسان فنجدهم حين يحتاجهم الوطن للدفاع عنه كالأسود على أعدائهم وصقورا على طرا ئدهم وتجدهم حمائم سلام حين السلم لأنهم أصحاب نخوة ومروءة ولهم تاريخ وملاحم تشهد له ساحات النضال والمعارك للدفاع عن الارض والعرض والكرامة.
الرجال الشجعان هم ضمن المنظومة الإنسانية لهم مشاعرهم وأحاسيسهم وإمكانياتهم البشرية ولهم مواقف تنهمر دموعهم فيبكون. وعندما نطرح السوؤال :
متى يبكي الرجال.؟
بكى الرجال عندما استباح الوطن بعدوان أمريكي غادر وتكالبت الدول الاستعمارية والاقليميةعليه .
وعندما نرى الاخ يقتل اخاه في الوطن والولد يقتل اباه والحاكم لايحمي شعبه.
وعندما نرى السجون والمعتقلات تغص بالرجال من أحرار الوطن.
وعندما يفقد الأمن وتستباح العدالة.
وعندما تصرخ الأمهات بفقدان واستشهاد الأبناء.
وعندما يدفن الاب ابنه المنتفض دفاعا عن الكرامة والحرية والعدالة.
وعندما يلف الشباب بأعلام الوطن وهم مقتولون بأيادي ابناء الوطن.
وحين يغيب العقل ويصمت العقلاء والحكماء.
الله يكون بعونك ياعراق..
يامن سالت بأرضك دماء أبنائك.
واستبيحت بأرضك الأرواح.
متى إذن سنرتاح.
أبنائك يقتلون أبنائك بمشيئة الحاكم وحاشيته.
الا يحق لأطفالك ان يمرحون ويلعبون.
متى نرى نسائك أكثر راحة وسعادة ويغادرن لبس السواد.
الا يحق لأبنائك ان يعيشون بسلام.
أبكيت رجالك ياعراق.
أمنيتي ان أراك ياوطني مثل باقي الأوطان.
لقد ابكيت الرجال ياعراق ياوطني المستباح.
عندما يفقد الأمن وتسود الفوضى تسقط دمعة غالية على وطن دمرته الحروب والنزاعات وصار رهينة الصراعات.
ورغم اشتداد الدجى فان خيوط الفجر تحاك من أبطال باعوا أنفسهم لله. ونساء نذرن لله مافي البطون.فالله درهم في كل مكان كفكف دموع رجالك في المقل ياعراق فقد لاح الصباح. الا ان نصر الله قريب، الا ان نصر الله قريب. اللهم امنا في وطننا..اللهم ارحم شهدائنا وشافي جرحانا. اللهم الأمن والأمان..