23 ديسمبر، 2024 6:49 ص

كثيراً ما نسمع من بعض -الفضائيين- ممن قضوا مضاجعنا، واستباحوا دماءنا، واستخفوا بمشاعرنا، واستهانوا بعقولنا، باطلالتهم الكالحة غير المرحب بها، عبر شاشات الفضائيات العراقية والعربية، وان لم يصرحوا بذلك علنا الا ان حركاتهم وسكناتهم، واشاراتهم، وزلات السنتهم كلها تنبئ ان -الفضائي الفلاني يزعم انه عمري الهوى والهوية، وان -الفضائي – العلاني علوي الانتساب والتبعية، وعملاقا الاسلام من الفريقين براء، فلو قدر لفاروق الامة، وكرارها ان يكونا حيين بين ظهرانينا اليوم لطهرا باطن الارض وظاهرها من هؤلاء الفضائيين الادعياء وأمثالهم … فيا من تدعي العمرية، أين انت من زهد عمر .. وتقوى عمر … وحزم عمر … وعدالة عمر … وأمانة عمر … وشجاعة عمر؟ وأنت يا من تدعي العلوية، أين تجد نفسك في سلم صفات الصالحين التي صاغها اسد الله الغالب علي بن ابي طالب لاحبابه واصحابه حين قال (الا وان من اشتاق الى الجنة سلى عن الشهوات، ومن اشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن طلب الجنة سارع الى الطاعات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها، الا وان لله عبادا شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، انفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا اياما قليلة لعقبى راحة طويلة، اذا رأيتهم بالليل رأيتهم صافين اقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون الى الله فكاك رقابهم .. الا واني لم ار كالجنة نام طالبها، ولم ار كالنار نام هاربها، الا وان من لم ينفعه الحق، ضره الباطل، ومن لم يستقم به الهوى، حاد به الضلال)، ترى أشرُك يا فضائي مأمون؟ وقلبك لمعاناة الناس محزون؟ انفسك عن المال العام عفيفة، وحوائجك عن حاجات الناس خفيفة؟ أسلوت عن الشهوات؟ .. ارجعت عن المحرمات .. اسارعت الى الطاعات؟ أزهدت في دنياك أقمت ليلك وصمت نهارك، وحفظت جوارحك؟ ان لم تكن فعلت ذلك فانت لست علويا وان ملأت بالخواتم شمالك واليمين، بل وان أقسمت اليمين، فالايمان تكليف وتشريف ، والايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، والايمان ليس ادعاء يدعيه كل من هب ودب.
وانت يا من تدعي العمرية، أسمعت دعاء الفاروق حين دعا ربه ضارعا بعد ان حبست السماء ماءها واجدبت الارض عطاءها، وجاع الناس (اللهم اغفر لنا انك كنت غفارا، اللهم انت الراعي فلا تهمل الضالة، ولا تترع الكسيرة، اللهم قد ضرع الصغير ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وانت تعلم السر واخفى، اللهم اغثهم بغياثك، قبل ان يقنطوا فيهلكوا، فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) فهل كنت للايتام كافلا، وللارامل مساعدا، وعلى الفقراء ساعيا، وللجياع مطعما، وللظمأى ساقيا، وللمرضى مداويا، وللنازحين والمهجرين والمشردين آويا، وللمعتقلين منصفا، وللمضطهدين منتصفا، ان لم تكن فعلت ذلك فانت لست عمريا وان زعمت ذلك.
وليعلم الفريقان من نجوم الفضائيات الآفلة ان حب النبي وال بيته واصحابه، فرض من الله في القرآن انزله، وان المتاجرة بحب اولئك وبغض هؤلاء من خلال الفضائيات لتفريق الأمة، وحصد الامتيازات، ونهب الثروات، والفوز بالانتخابات بات لعبة مكشوفة لن تنطلي على أحد بعد اليوم، فاتقوا الله وثوبوا الى رشدكم، فما في العراقيين من ازمات ينوؤن بحملها ما يكفي وزيادة.
فكلهم متساوون في ازمة الامن والغذاء والدواء، والماء والكهرباء، والوقود والسكن، والعمل والخدمات والمواصلات والتعليم، لا فرق في ذلك بين عمري ولا علوي، فدعوهم يعيشون سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحدهم على الآخر الا بالتقوى والوطنية والعمل الصالح.
الكارثة في كلا الفريقين انهما لايقدمان شيئا لمن يدعون تمثيلهم برلمانيا .. وزاريا .. اداريا بل على العكس تماما فانهما على اهبة الاستعداد للانقضاض على مقدرات المغرر بهم وسرقة حقوقهم والعبث بمشاعرهم من خلال الاردية الطائفية التي يرتدونها والرايات الباطلة التي يرفعونها حتى وصل الامر الى حد الزعم بأن (المهدي) سيقاتل الكرد في حال ظهوره، وتركيز بعضهم على تظاهرات البحرين واغفال مأساة السوريين والمذابح الوحشية التي يتعرضون لها على ايدي جلاوزة النظام النصيريين الذي يلبسون لبوس العلوية زورا وبهتانا فاتقوا الله .. يرحمكم الله وحذار من فتنة لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة.