في كل دولم العالم يدين قادتها السياسيون بالولاء لبلدانهم وشعوبهم ودولهم ، إلا في العراق فإن (العمالة) و (الولاء للآخر) تعلن على الهواء وبلا إستحياء!!
حتى المومسات والساقطات عندما يتقدم بهن العمر يتركن تلك المهنة المنبوذة حفاظا على (بقايا) سمعتهن في آخر الزمان ، الا في العراق، فإن بعض الساسة يعدون النوم في أحضان الآخرين ، حفاظا على مبدأ الولاء!!
وبالرغم من أن العراق كان محط الانبياء والرسل والرجال الصالحين الذين تقتدي بهم الأجيال، الا إننا هنا في العراق ، ندين ربما للأوثان والاصنام ، أكثر من إيماننا بالانبياء والرسل وبالأئمة الأطهار !!
أنزل الله علينا كتابا سماويا ، منزلا من كل زلل أو خطأ ، وحاشى لله من كل زلل ، أما نبيه فهو المعصوم الوحيد ، وما زلنا نعبد قرآئين ما انزل الله بها من سلطان!!
من يقرأ ديباجة دستورنا ، يجد فيه من الابتذال اللغوي ومن الاسفاف في تفريق الصف الشعبي، ومن التهويل والتفخيم الفارغ لبعض الرموز ، الى الحد الذي يعد من يؤمن بـ (الوطنية) وكأنه خارج عن الملة ، أو كافر، لانه لايدين بالولاء الا لوطنه وشرف أمته وتاريخها المجيد، ويعد من وجهة نظر ديباجة الدستور ، عنصري وشوفيني وكافر وملحد ، وليس بوسعة العيش على أرض هذا البلد، وعليه ان يبحث عن ( وطن) آخر إن أراد العيش سالما على حياته!!
دستورنا يا سادتي ..عندما وضعه البعض منكم ، كان محشوا بالألغام والقنابل النووية وحالات التمييز ونبذ الآخر، وزرع الكراهية والاحقاد ، ومع هذا قبلنا به على مضض، علكم تطبقون مواده، ولكنكم أول من خرق فقراته ، ووجد البعض منكم ضالته لإستعباد الآخر ، الى حد التضييق على عيش المواطن البسيط وقوت أطفاله وعائلته، وحرم عشرات الالاف من العراقيين من حق العيش في وطنهم وبلدهم ، وبإسمه سرقتمونا وأفسدتم في الأرض، وملأتموها كفرا وفجورا!!
ولو أشعرتمونا يوما أنكم عراقيون، وقد ذهب زمن الولاء والعمالة للآخر لقلنا ان هؤلاء الساسة قد تابوا امام ربهم، واستهوتهم الغيرة، لكي يعودوا الى احضان الوطن ويصطفوا مع الشعب ، كي يعيدوا توحيده، بعد ان مزقتموه الى ملل ونحل وقبائل وطوائف متناحرة!!
يكفينا فخرا أن الصامدين الابطال في ساحات التحرير وفي كل ساحات التظاهر في العراق أنهم راحوا يعيدون تذكيرنا بدروس القراءة الخلدونية : دار دور .. وهم يتساءلون: من سرق دارنا ؟ فيقال لهم الفاسدون والنصابة والنشالة ومن عاثوا في الارض فسادا وطغيانا!!
لو أعدتم قراءة القراءة الخلدونية ، لتعلمتم منها الكثير، وهؤلاء الذين حققوا معجزة نصرنا الرياضي الكبير هم ابطال العراق، وهم من نرفع لهم قبعاتنا ، لانهم رفعوا رؤوسنا الى السماء !!
ومن وجدوا في ساحة التحرير وطنهم ، وصبروا وصابروا فهم مثل الانصار والمهاجرين في بداية الدعوة الاسلامية، يستحقون ان يبنوا لنا جنات خلد في الدنيا والآخرة..وهم اصبحوا مثلنا الاعلى في البطولة والفداء نكران الذات!!
ولو لم يبق لديهم بقية صبر وإيمان وبطولة وحلم في عقولهم وبصيرتهم لأضاعوا مستقبل العراق ، لكننا نحن نخب العراق بعد إن طالعنا قراءتهم الخلدونية ، التي سيخلدها التاريخ ، أدركنا أننا في زمن البطولة، وان الرسل والانبياء يولدون من جديد!!
كنا نظن (المهدي المنتظر) ، أنه زمن خرافي ، ربما لايأتي الا بعد قرون من الزمان، وها هو (المهدي المنتظر) وبهمة هؤلاء السواعد والعقول المتفتحة ، يريد أن يملأ الدنيا عدلا ونورا، بعد إن ملأ ساسة العراق الارض فسادا وفجورا!!
ولو بقي هؤلاء دهورا أخرى، فليس بإمكانهم ان يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
ونحمد الله ونسبح بحمده أناء الليل وأطراف النهار، لأن الله وهبنا مثل هؤلاء الشباب والصبية الميامين والنخب المؤمنة بوطنها وتاريخها وحضارتها ، وهم من يعيدون لنا الأمل بأنه بالامكان ان نعيد الوطن والكرامة المسلوبة..ونودع عهد العمالة والتبعية والانقياد الاعمى للآخر ، ونرفع علم الكبرياء العراقي خفاقا ،الى حيث تزغرد نساء العراق، لترتفع بهن هامات العراقيين الى علياء السماء!!